وتعظم في عين الصغير صغارها

07 أكتوبر 2014
+ الخط -

في الاستعراض العسكري بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، أمر الجنرال أن تؤدي الوحدات العسكرية التحية العسكرية للشعب المصري. جميل، ما صعوبة هذا الأمر؟ لا شيء، كم يحتاج من الوقت؟ ثانية. ما هي تكلفته؟ صفر، ما قيمته الأدبية؟ لا جديد، لأن من المعروف أن الجيش جيش الشعب، وكله للشعب، وعندما يؤدي التحية للشعب فلا جديد، وإلا فلمن يؤدي التحية، إن لم يكن سيؤديها للشعب؟ العجب كله ليس في هذا، العجب كله في التحدث عن الأمر كأنه حدث. هذا هو العجب. كأنهم يستكثرون على الشعب أن يؤدي جيشه له التحية، أو كأنها من باب التواضع المشكور أن يؤدي الجيش التحية للشعب، كأنهم نسوا أن الجيش هو الفرع، وأن الشعب هو الأصل، وكأنهم نسوا أن الشعب هو الغاية، والجيش هو الوسيلة، فاستكثروا أن يؤدي الفرع التحية للأصل، وأن تنصاع الوسيلة للغاية.

لله در أبي الطيب المتنبي، حين قال:

وتعظم في عين الصغير صغارها   وتصغر في عين العظيم العظائم

avata
avata
يحيى حسن عمر (مصر)
يحيى حسن عمر (مصر)