اتهمت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، روسيا، بتنفيذ أنشطة "تجسس معلوماتي خبيثة"، مشيرتين إلى أنّ متسللين تدعمهم الحكومة الروسية أصابوا أجهزة توجيه كمبيوتر (راوتر) في أنحاء متفرقة من العالم في حملة تجسس إلكتروني استهدفت وكالات حكومية وشركات وهيئات تشغيل بنية تحتية مهمة.
وتضمن البيان الذي صدر، تحذيراً تقنياً عن مركز الأمن المعلوماتي الوطني البريطاني ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي الأميركيين، الإثنين. وأفاد بأنّ "هذا النشاط المعلوماتي يستهدف بشكل رئيسي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ومزودي البنية التحتية وخدمات الإنترنت الرئيسية التي تدعم هذه القطاعات".
وحض الجميع من مزودي خدمة الإنترنت إلى الأجهزة الجمركية على الإصغاء للتحذير، مشيراً إلى أن هيئات حكومية كشفت عن هجمات معلوماتية تستهدف أجهزة مثل موجهات شبكة الإنترنت "راوترز". وحذرت بريطانيا والولايات المتحدة من أنّ "فاعلين ترعاهم الدولة الروسية يستخدمون موجهات إنترنت مخترقة لشن هجمات وسيطة عبر الاحتيال لدعم أنشطة التجسس وسرقة الملكية الفكرية، والدخول المستمر إلى الشبكات المستهدفة ووضع الأسس تمهيداً لعمليات هجومية في المستقبل".
وتطرق البيان إلى وجود أدلة على هذه الهجمات لدى مؤسسات تعنى بالأبحاث الأمنية وحكومات أخرى، من دون تقديم تفاصيل حول توقيتها وحجمها.
وأضاف أنّ "الوضع الحالي لأجهزة الشبكة الأميركية والبريطانية بالتضافر مع حملة حكومية روسية لاستغلال هذه الأجهزة، يهدد سلامتنا وأمننا ورفاهيتنا الاقتصادية".
وقال منسق أمن الإنترنت بالبيت الأبيض، روب جويس، "عندما نرى أنشطة خبيثة على الإنترنت سواء خارجة من الكرملين أو من أي جهات فاعلة خبيثة على مستوى الدول فإننا سنرد".
وقال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لأمن الإنترنت التابع للحكومة البريطانية، كيران مارتن، "إن (أجهزة الراوتر المصابة) يمكن إعدادها للاستخدام في أوقات التوترات" مشيرًا إلى أنه جرى استهداف "ملايين الأجهزة".
ويأتي البيان في حين تشهد علاقات البلدين تدهورًا مع موسكو بعد الضربة الثلاثية التي وجهتها بريطانيا وأميركا وفرنسا على سورية. وتتهم بريطانيا والولايات المتحدة كذلك روسيا بتسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.
وكان البيت الأبيض قد اتهم روسيا في فبراير/ شباط بالمسؤولية عن هجوم "نوت بيتيا" الإلكتروني المدمر عام 2017 لينضم إلى بريطانيا في التنديد بروسيا في إطلاق فيروس شل أجزاء من البنية التحتية في أوكرانيا وأضر بأجهزة كمبيوتر في أنحاء متفرقة من العالم.
من جهتها، نددت الحكومة البريطانية بما وصفته هي والولايات المتحدة بحملة مدعومة من الحكومة الروسية للتجسس الإلكتروني باعتبارها مثالاً آخر على عدم احترام موسكو للقواعد الدولية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "هذا مثال آخر على عدم احترام روسيا للمعايير الدولية والنظام العالمي... وهذه المرة من خلال حملة تجسس وعدوان إلكتروني تحاول تعطيل الحكومات وتخريب الأعمال".
وأضاف "تحديد المسؤول عن هذا النشاط الخبيث يبعث برسالة واضحة إلى روسيا.... نحن نعرف ما تفعلين ولن تنجحي".
ويوم الأحد الماضي، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، عن مصادر أمنية، قولها إنّ بريطانيا قد تفكّر في شنّ هجوم إلكتروني على روسيا، كردّ انتقامي، إذا ما استهدفت روسيا البنية الأساسية الوطنية البريطانية.
ويوم السبت، قالت المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت، إن حسابات المتصيدين "الترولز" المرتبطة بروسيا تنشر معلومات خاطئة عن الضربة العسكرية، خصوصاً الخبر المتعلق بإسقاط 70 في المائة من الصواريخ التي أطلقها التحالف الغربي، وهو ما أكدته الحكومة البريطانية، قائلةً إنّ روسيا تشن حملة "من الحيل القذرة".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)