وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، اليوم الخميس، "إنها معلومات سابقة لأوانها، لا شيء لدينا كي نُعلنه في هذا الإطار".
وكانت مصادر إسرائيلية رسمية مطلعة، قد ذكرت أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيعلن مطلع الأسبوع القادم عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إلى جانب إصداره التعليمات بإجراء الاستعدادات اللازمة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الليلة الماضية، عن المصادر قولها إن ترامب غير معني بالانتظار حتى يتم الإعلان عن المبادرة، التي يعكف عليها طاقم مستشاريه لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومصمم على الوفاء بالتعهدات التي قطعها في الحملة الانتخابية بنقل السفارة للقدس المحتلة، مشيرة إلى أنه لا يريد التوقيع على مرسوم رئاسي آخر بتأجيل نقل السفارة للقدس، كما فعل جميع أسلافه من الرؤساء الأميركيين.
وعزت المصادر التحول المنتظر في موقف ترامب إلى ضغوط داخلية كبيرة يمارسها عليه التيار الإنجليكاني المتطرف، الذي يبدي حماسا شديدا لنقل السفارة للقدس، ويشارك أنصاره في الكثير من الفاعليات المؤيدة لهذه الخطوة في إسرائيل والولايات المتحدة.
كما لفتت إلى أن الإعلان المرتقب لترامب عن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، والشروع في إجراءات نقل السفارة إليها، هو الذي حفز نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، أول أمس، على إطلاق تصريحاته التي شدد فيها على أن ترامب مصمم على نقل السفارة.
ورجحت القناة أيضاً أن يكون ترامب قد أبلغ الحكومة الإسرائيلية بقراره المرتقب، مشيرة إلى أن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، شدد على هامش مشاركته في مؤتمر يهودي في نيويورك قبل يومين، على أهمية الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل.
إلى ذلك، كان نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، قد صرّح أن "الرئيس دونالد ترامب يفكر فعلا بنقل السفارة الأميركية لدى اسرائيل من تل أبيب إلى القدس".
وكان بنس يتحدث في نيويورك بمناسبة ذكرى مرور 70 عاما على تصويت الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين، الذي نجمت عنه إقامة إسرائيل.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنه وقع في يونيو/حزيران "أمرًا استثنائيًا" يبقيها في تل أبيب.
ومن المفترض أن يحسم الرئيس الأميركي في مطلع ديسمبر/كانون الأول، ما إذا كان سيمدد الأمر الاستثنائي، وهي خطوة لجأ إليها أسلافه لتفادي البت النهائي في الموضوع، والذي قد يفضي إلى تعقيد جهود التسوية.
وفي هذا السياق، حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، من تداعيات نقل السفارة للقدس خلال المرحلة الحالية، "لما يُشكله من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستغلها الإرهابيون".
وأكد الملك عبد الله، خلال اجتماعات عقدها في الكونغرس، ضمن زيارة عمل رسمية أمس الأربعاء، أنه "لا بديل عن حل الدولتين الذي يضمن تحقيق العدالة والحرية والاستقرار"، مُشدداً على "أهمية عدم اتخاذ إجراءات تقوض ما تبذله الإدارة الأميركية من جهد مشكور لاستئناف العملية السلمية".
ونبه إلى أن "نقل السفارة في هذه المرحلة ستكون له تداعيات في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأن ذلك يشكل مخاطر على حل الدولتين".
(العربي الجديد)