واشنطن تُضيّق تأشيرات الدخول على الإسرائيليين خوفاً من التجسس

20 مايو 2014
نفى هيجل علمه بتجسس إسرائيل على بلاده (مانغيل نغان/Getty)
+ الخط -
يعيش الداخل الإسرائيلي حالة من الترقّب، إزاء العلاقة بالولايات المتحدة، ويظهر الترقّب في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، التي تعرب عن قلقها إزاء تشديد الولايات المتحدة القيود على تأشيرات الدخول للقادة العسكريين الاسرائيليين إليها.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "السلطات الأميركية تماطل في منح قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تأشيرات دخول الولايات المتحدة، وتخضعهم لتحقيقات قبل منحهم التأشيرات، علاوة على تفتيشهم بشكل "مهين" في المطارات".

وأشارت الصحيفة إلى أن "قادة الأجهزة الأمنية ينتظرون فترة طويلة بعد تقديم طلبات الحصول على تأشيرات الدخول، قبل الحصول عليها، وذلك بخلاف المواطنين العاديين الذين يحصلون على التأشيرة بشكل سريع".

وأوضحت "يديعوت" أن "أشهراً مرّت على تقديم وزير الدفاع، رئيس هيئة الأركان الأسبق، شاؤول موفاز، وزعيم حزب كاديما، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي السابق، يوفال ديسكين وجنرالات آخرين، طلبات تأشيرات دخول قبل أن يتمكنوا من الحصول عليها". ولفتت الى أنه "في بعض الأحيان تمضي فترة 6 أشهر على تقديم طلب الحصول على التأشيرة قبل أن يتم منحها للجنرالات".

ولا تتمحور العرقلة هنا فقط، حسب الصحيفة، بل إن "السلطات الأميركية تحرص على تقليص فترة إقامة القادة الأمنيين الإسرائيليين إلى أقصر فترة ممكنة، بعد نيلهم تأشيرات الدخول"، مؤكدة بأن "هذه السياسة بدأت منذ عامين".

كما ذكرت الصحيفة، أن السفارة الأميركية تأخرت في منح موفاز، تحديداً، تأشيرة دخول بسبب أصوله "الإيرانية". وما يدل على أن "القيود على منح قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية تأشيرة دخول للولايات المتحدة، مرتبطة بالاتهامات التي توجهها جهات أمنية في واشنطن الى إسرائيل بالتجسس عليها. حقيقة رفض السفارة الأميركية في تل أبيب، منح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال عوزي أراد، والذي ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أنه تحدث إلى موظف أميركي متهم بتسريب معلومات سرية الى إسرائيل". وشغل أراد، سابقاً منصب رئيس "قسم الأبحاث" في جهاز "الموساد".

وتقلّص السلطات الأميركية مدة وجود الجنرالات الإسرائيليين داخلها، على الرغم من أنها تمنح رجال الأعمال الإسرائيليين تأشيرات دخول تصل مدتها عامين. وأشارت إلى أن "موظفي السفارة الأميركية استجوبوا الجنرالات الذين يتقدمون بطلب الحصول على الجنسية، مرات كثيرة، ويتم سؤالهم عن الأهداف من الزيارة"، لافتة الى أنه "تم استجواب أربعة جنرالات، وبعد ذلك منحوا التأشيرة".

وأوضحت الصحيفة، أن الجنرالات الأربعة يعملون كمديرين في الصناعات العسكرية ويضطرون الى السفر للولايات المتحدة، لإدارة مشاريع مشتركة مع الصناعات العسكرية الأميركية. ونقلت الصحيفة عن بعض الجنرالات: إن التشديد في منح التأشيرات يأتي لردعهم عن محاولة الحصول على التأشيرات مرة أخرى".

وأفادت "يديعوت أحرنوت" أن الأمور وصلت إلى حد أن أحد الجنرالات المسؤولين عن التعاون والتنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، توجّه الى وزارة الخارجية الإسرائيلية، طالباً منها بحث الأمر مع الأميركيين، ومع ذلك لم يتغيّر شيء.

وأكدت الصحيفة أن "الدبلوماسيين الإسرائيليين يتعرضون الى عمليات تفتيش "مهينة" عند وصولهم وخروجهم من الولايات المتحدة". كما ذكرت أن "قادة الاستخبارات وكبار موظفي وزارة الأمن الداخلي الأميركي يرفضون بشدة إعفاء الإسرائيليين من الحصول على تأشيرة دخول، خشية أن يسهم ذلك في تحسين قدرات إسرائيل في التجسس على الولايات المتحدة".
المساهمون