وشكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر مصر على مبادرتها التي اعتبرها "بناءة"، لكنّه قال للصحافيين: "نعتقد أن مساراً (لوقف إطلاق النار) برعاية الأمم المتحدة ومسار برلين هما فعلاً الإطار الأكثر فاعلية للتفاوض، وتحقيق تقدم باتجاه وقف إطلاق النار".
وأشار شينكر، وفق ما أوردته "فرانس برس"، إلى معلومات "مقلقة بالفعل"، محذّراً من أنّ تقدّم قوات حكومة "الوفاق" باتّجاه مدينة سرت الاستراتيجية نحو شرق البلاد الخاضع لسيطرة حفتر "يمكن أن يؤدي إلى تداعيات إنسانية خطيرة"، على حد قوله.
وطالب المسؤول الأميركي الفرقاء كافة بـ"حماية المدنيين"، مضيفاً: "نواصل الدعوة إلى خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات السياسية".
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، الاتفاق مع رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا.
وفشلت كلّ المحاولات لوقف إطلاق النار في ليبيا حتى الآن، وكان آخرها في يناير/ كانون الثاني خلال مؤتمر دولي عقد في برلين. ورفضت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، المبادرة المصرية.
وتواجه الحكومة ضغوطاً متزايدة بشأن وقف عملياتها العسكرية لاسترداد المدن والمناطق من سيطرة مليشيات حفتر، وتحديداً مدينة سرت التي تقع في منتصف المسافة بين شرق البلاد وغربها وتشرف على منطقة الهلال النفطي، أغنى مناطق البلاد بالنفط، في الوقت الذي أعلنت فيه البعثة الأممية في ليبيا انخراط وفدي الحكومة وحفتر في محادثات 5+5 العسكرية.
وقالت البعثة، في بيان لها، مساء الأربعاء، إنها عقدت اجتماعين من خلال الاتصال المرئي، أحدهما في 3 يونيو/حزيران مع ممثلي حفتر، والآخر مع وفد حكومة "الوفاق" في 9 يونيو/ حزيران، ووصفت اللقاءين بـ"المثمرين".
ويأتي الموقف الأميركي من المبادرة المصرية في ظلّ جدل كبير يدور بشأن مصير حفتر، وسط غموض حول مستقبله السياسي خلال الفترة المقبلة، في أعقاب الهزيمة الساحقة التي لحقت بقواته، وفشل حملته العسكرية على العاصمة طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً.