أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، رسمياً، إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وأكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين بـ"عدم إجراء مفاوضات مباشرة ومهمة مع إسرائيل".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان، إن "قادة منظمة التحرير الفلسطينية انتقدوا الخطة الأميركية للسلام حتى قبل الاطلاع عليها، ورفضوا التحدث مع الحكومة الأميركية بشأن جهودها من أجل السلام".
وأضاف بيان الخارجية الأميركية أن "الإدارة (الأميركية) قررت- بعد مراجعة دقيقة - إغلاق مكتب البعثة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".
وأضافت: "يتفق هذا القرار مع قلق الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن المحاولات الفلسطينية الرامية إلى فتح تحقيق ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وجاء في البيان: "لقد سمحنا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالقيام بعمليات تدعم هدف تحقيق سلام دائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ انتهاء التنازل السابق في نوفمبر/تشرين الثاني 2017(..) مع ذلك، لم تتخذ منظمة التحرير الفلسطينية أي خطوات لبدء مفاوضات مباشرة وذات مغزى مع إسرائيل".
ومن المقرر أن يُلقي جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، كلمة أمام الجمعية الاتحادية، وهي جماعة محافظة في واشنطن، حول الإغلاق، الذي يعد أحدث فصول الضغط الأميركي المتواصل لحماية الاحتلال الإسرائيلي.
ويهدف القرار الأميركي اليوم أيضاً إلى منع الجهود الفلسطينية الرامية إلى دفع المحكمة الجنائية الدولية لإجراء تحقيق بشأن جرائم إسرائيل.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت انتعاشاً في الحديث عن احتمال إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي ترافق مع خطوة السلطة الفلسطينية، قبل أشهر، التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومطالبتها بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاتها الاستيطانية.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن قرارها إغلاق مكاتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بعدما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بفتح تحقيق جنائي ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت لاحقاً أنها ستسمح لبعثة المنظمة بمواصلة العمل ضمن مهلة 90 يوماً، يتم تمديدها، قبل اتخاذ قرار بإغلاقها اليوم.
ودانت السلطة الفلسطينية، اليوم، قرار إدارة ترامب هذا. ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، القرار بـ"الهجمة الأميركية التصعيدية المدروسة"، مرجّحاً أن تكون له "عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته من أجل حماية منظومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه".
(فرانس برس، الأناضول)