واشنطن تعارض استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق

04 يوليو 2014
دعا ديمبسي وهاجل للإسراع بتشكيل حكومة جديدة (اليكس وونغ/Getty)
+ الخط -

أعربت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، عن معارضتها للدعوة التي وجهها رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، للاستعداد لتنظيم استفتاء على حق تقرير المصير، في حين أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، أن "القوات العراقية عززت دفاعاتها في محيط بغداد، لكنها تحتاج على الأرجح لمساعدة خارجية من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها المسلحون".

وتزامنت التصريحات الأميركية مع تحذير أطلقه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، من أن "العراق قد يشهد فوضى مماثلة للفوضى التي تشهدها سورية، في حال لم يتّبع سريعاً المسار الدستوري".

وعبّر المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آرنست، عن اعتقاد واشنطن بأن "العراق أقوى إذا كان متحداً". وأضاف "لذلك تجدّد واشنطن دعوتها إلى دعم عراق ديمقراطي وتعددي وموحّد، وسنواصل حث كل الأطراف في العراق، على الاستمرار بالعمل معاً نحو هذا الهدف".

وكان البارزاني قد طالب في خطاب أمام البرلمان المحلي للإقليم الكردي، بـ"الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان، لأنها ستكون الخطوة الأولى، وثانياً إجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير".

وسيطر الأكراد منذ بداية الهجوم الكاسح الذي شنه مسلّحو العشائر العراقية، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على مناطق متنازع عليها مع بغداد، بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى رأسها مدينة كركوك الغنية بالنفط.

في غضون ذلك، أعلن ديمبسي، أن "القوات العراقية عززت دفاعاتها في محيط بغداد، لكنها ستكون بحاجة على الأرجح لمساعدة خارجية من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها المسلّحون".

وأشار ديمبسي خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاجل، الى أن "الانطباع الأول للمستشارين العسكريين الأميركيين على الأرض، هو أن القوات العراقية ليست بعد في موقع يتيح لها شنّ هجوم مضاد واسع النطاق".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت القوات العراقية قادرة على استعادة الأراضي التي خسرتها، أوضح "لن يكون في وسعهم ذلك بمفردهم على الأرجح". وأشار إلى أن "وضع القوات العراقية هذا لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة ستضطر للتدخل عسكرياً".

ولفت إلى أن "أي حملة عسكرية عراقية لدحر المقاتلين، ستستغرق وقتاً من أجل الإعداد لها، ويجب أن ترافقها مؤشرات واضحة من حكومة بغداد، بأنها مستعدّة للحوار مع السنّة والأكراد".

وقال إن "الخطوة الأولى في تطوير تلك الحملة، تكمن في تحديد ما إذا كان لدينا شريك في العراق يريد الارتقاء ببلده، إلى وضع يكون كل العراقيين راغبين في المشاركة فيه". وشدّد أنه "إذا كان الجواب كلا، فهذا يعني أن المستقبل قاتم".

ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة، وقال "إذا لم تفهم الحكومة العراقية الرسالة، وتظهر أنها عازمة حقاً على السماح لكل الجماعات بالمشاركة، فإن كل شيء نتحدث عنه لن يكون له أدنى فائدة".

من جهته، قال هاجل إن "القوات الأميركية أقامت ثاني مركز عمليات عراقي أميركي مشترك في العراق". وأوضح أن "لدى القوات الأميركية ستة فرق تقييم، منتشرين على الأرض في العراق".

وكان نحو 200 مستشار عسكري أميركي، قد انتشروا في بغداد لتقييم التهديد الذي يشكّله المسلّحون الذين سيطروا على مناطق في شمال وغرب العراق، في حين تم إرسال 500 عنصر أميركي أيضاً إلى العراق لتعزيز أمن السفارة وأقسام من مطار بغداد.

وبينما كانت واشنطن تدعو العراقيين للوحدة مجدداً، استكمل رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، خطوته التصالحية مع السنّة الذين حملوا السلاح ولم يتورطوا بأعمال قتل، بإعلانه في بيان، اليوم الخميس، أن "العفو الذي أصدره عن هؤلاء يشمل أيضاً ضباط الجيش السابق".

وذكر المالكي في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء، "نعلن الآن العفو عن الضباط الذين ينبغي أن يكونوا حريصين على تحقيق وحدة بلدهم ومنع محاولات تقسيمه وتجزئته، على خلفيات طائفية أو عنصرية أو أن يقع تحت هيمنة الإرهابيين من حملة السلاح سواء كانوا أجانب مرتزقة أو عراقيين".

وأضاف "أدعو جميع الضباط وكل من يريد الرجوع للصف الوطني للعودة إلى حضن العراق الواحد، نحن نعمل بجدّ لجمع كلمة كل العراقيين الذين يؤمنون بالعراق ووحدته وسيادته وقوته، من عشائر وجماهير ومثقفين وسياسيين".

ويرى مراقبون في خطوة المالكي "محاولة للتقرب من السنّة الذين يتهمونه بالعمل على تهميشهم، ولعزل المتشددين، وخصوصاً عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أقوى المجموعات الجهادية في العراق".

في هذه الأثناء، حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، اليوم الخميس، من أن "العراق قد يشهد فوضى مماثلة للفوضى التي تشهدها سورية، في حال لم يتبع سريعاً المسار الدستوري"، أي انتخاب رؤساء السلطات الثلاث.

وقال ملادينوف في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن "العراق لن يعود أبداً إلى ما كان عليه قبل الموصل، لا يمكن أبداً لهذا البلد أن يعود إلى الوراء".

المساهمون