تواصل الولايات المتحدة جهودها في تدريب متطوعين من أبناء العشائر العراقية، لزجهم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأطلقت، اليوم السبت، المرحلة الرابعة من برنامجها الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر، وفق ما أعلنت مصادر أمنية وعشائرية.
وبحسب المصادر، بدأ ضباط أميركيون، اليوم السبت، بتدريب مجموعة جديدة من مقاتلي العشائر، في قاعدة الحبانية شرق الأنبار، وهي عملية التدريب الرابعة خلال ثلاثة أشهر.
وقال مسؤول أمني عراقي رفيع لـ"العربي الجديد"، إن " نحو 300 مقاتل باشروا السبت التدريب على يد ضباط أميركيين في قاعدة الحبانية، يتلقون خلاله دورات مكثفة على استخدام الأسلحة الحديثة وقواعد الاشتباك المباشر والقتال في المناطق الضيقة والسكنية".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الأميركيين سيسلحون المقاتلين المتدربين بعد إكمالهم المعسكر أسوة بالسابقين، قبل الزج بهم في معارك مع داعش"، مبيناً أن" المتطوعين من أبناء العشائر جميعهم، وهناك قسم من الشبان من سكان المدن".
من جانبه، رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، قال لـ"العربي الجديد"، إن "قوات التحالف قامت بتدريب آلاف المقاتلين حتى الآن، وتم تجهيزهم وتسلحيهم لغرض المشاركة في عمليات التحرير ومسك الأرض بعد استعادة الأنبار"، وأضاف: "وهي الاستراتيجية التي نراها ناجحة".
وأوضح الكرحوت، أن "عمليات التدريب ستستمر ما دام هناك متطوعون وهم كثر"، مؤكداً على عدم مشاركة "الحشد الشعبي" بعمليات التحرير بسبب رفض قوات "التحالف الدولي" لذلك، ما يعني أن القوات الناشطة اليوم على الأرض تقتصر على الجيش وأبناء العشائر الذين تم تدريبهم.
في السياق ذاته، قال الخبير بالشؤون الأمنية العراقية، العميد الركن المتقاعد غانم العبد، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية تحرير الرمادي وكل مناطق الأنبار ستتم برعاية أميركية، من خلال دعم الجيش النظامي والعشائر واستبعاد مليشيات الحشد".
وأضاف أن "قوات التحالف تبحث عن بديل غير طائفي، يغني عن الحشد الشعبي، وهو ما وجده في مقاتلي العشائر".
وأشار الخبير العراقي، إلى أن عدد المتطوعين في تزايد، فهم يتوافدون على قاعدتي الحبانية شرقاً وعين الأسد غرباً، لغرض المشاركة في معركة التحرير.
إلى ذلك، كشف النقيب محمد الدليمي، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في الأنبار عن انسحاب قوات "الحشد" من محيط مدينة الرمادي، واستبدالها بمقاتلي العشائر، مبيناً أنه "لم يتبق منهم سوى عدد قليل جداً مقارنة بأعداد مقاتلي العشائر".