مع تواتر الحديث عن اجتماع لوزان، الذي يُعقد في سويسرا غداً لبحث فرص إحياء الهدنة في سورية؛ تلوّح إدارة باراك أوباما، في الوقت ذاته، بسياسات جديدة من الممكن أن تتّخذها حيال الملفّ السوري. ورغم ذلك؛ لا يتوقّع أن تفضي الخيارات المطروحة على الطاولة الأميركية إلى أية تغييرات جذرية، أو إلى تدخّل عسكري قد يضعها في مواجهة مباشرة مع روسيا.
ووفق ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فإن الإدارة الأميركية شرعت بمراجعة سياساتها خلال اجتماع ضمّ مسؤولين رفيعين في الأمن القومي والخارجية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما اتّضح تماماً، بالنسبة لها، أن الهدنة الموقّعة مع روسيا قد انهارت تماماً. وبحسب "رويترز"، سيُعقد، اليوم الجمعة، لقاءٌ آخر مماثل لبحث خيارات جديدة في سورية.
وتضيف الصحيفة، أنّه سيجري، خلال الاجتماع، إدراج الخيارات العسكرية كإحدى القضايا المطروحة، غير أن أيّ سياسة قد تفضي إلى مواجهة مباشرة بين القوات الروسية والأميركية ستكون مستبعدة.
ولا تعتبر الإدارة أن مسألة الصراع بين نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة تمثّل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي، فالأولويّة بالنسبة لها، كما يقول مسؤولون مطّلعون للصحيفة، هي حماية الولايات المتّحدة وحلفائها في المنطقة من الإرهاب، وذلك متبوعٌ بتدمير شبكات "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة". تبعاً لذلك، فإنها تعتبر الهجمات على محاور "داعش" في الموصل والرقّة أمراً أكثر إلحاحاً من مسألة الإغاثات الإنسانية والانتقال السياسي في سورية، وفق ما يقول المسؤولون أنفسهم.
ويُعتقد أن النتيجة المرجّحة من اجتماع "المراجعات السياسية" اليوم؛ هي سنّ مزيد من العقوبات على الأفراد والوزراء، فضلاً عن الوحدات العسكرية التي تعتبر مسؤولة عن استخدام خوارق التحصينات والقنابل الحارقة في المناطق المدنيّة، واستهداف المرافق الطبيّة.
رغم ذلك، لا يتوقّع أن يحذو الاتّحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة في هذه المسألة، بحسب ما تذكر "ذا غارديان"، إذ يقول دبلوماسي أوروبي، تعقيباً على ذلك: "لا حديث عن عقوبات جديدة من الجانب الأوروبي".
في غضون ذلك، سيتوجّه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى لوزان في سويسرا، غداً السبت، للقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظرائه في الشرق الأوسط، إذ من المتوقّع أن تحضر الاجتماع كلّ من تركيا والسعودية وقطر، فيما تظلّ مشاركة إيران موضع شك. وسيُطلع كيري، في طريق عودته من لوزان، كلّاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا على نتائج الاجتماع.
ولا يتأمّل دبلوماسيّون مطّلعون، تحدّثوا للصحيفة البريطانية، الكثير من الاجتماع، ولعلّ أفضل ما يمكن التوصّل إليه هو الاتفاق على وقف القصف في حلب ليومين أو ثلاثة، بهدف تمكين وصول المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيستغلّ الفرصة لعقد اجتماعات جانبيّة، لا سيما مع قادة السعودية، لمساءلتهم حول تزايد أعداد القتلى المدنيين في خضمّ الحرب الدائرة في اليمن.
ولا يخفي دبلوماسيون في واشنطن تشاؤمهم من فرص التوقيع على هدنة قصيرة الأجل في سورية، قائلين إنّها لن تطبّق عمليّاً حتّى لو تمّ الاتفاق عليها.
في هذا السياق، يقول دبلوماسي أوروبي للصحيفة، إن موسكو ليست في مزاج لتقديم التنازلات، لأنّها "تشعر أن انتصارها العسكري أمر ممكن، فهم مقتنعون أن حلب يمكن أن تسقط".