واشنطن تستغلّ حادثة الطائرة الماليزيّة لتوسيع العقوبات ضد موسكو

18 يوليو 2014
"مضبطة اتهام" تقدّمها واشنطن ضد موسكو (دومينيك فاغيه/Getty)
+ الخط -

صعّدت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، من هجومها الإعلامي، وحربها الاقتصادية ضد روسيا، على خلفية "إسقاط" الطائرة الماليزية، مستفيدة من الحادث لتحميل الروس، وأنصارهم الانفصاليين في أوكرانيا، تبعاته السياسية والجنائية، بل وتقديمه للمجتمع الدولي كدليل على صحة وجهة نظر واشنطن في الخلاف المحتدم مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، وتبرير توسيع العقوبات المفروضة على الشركات والبنوك الروسية.

ووجّهت واشنطن أصابع الاتهام لموسكو بأنها قدمت مساعدات تقنية لانفصاليي أوكرانيا، تتعلق باستعمال صواريخ أرض ـ جو من طراز "سام 11" المتطورة، مرجحة أن صاروخاً من هذا الطراز أطلق من مناطق خاضعة للانفصاليين على الطائرة الماليزية.

وفي تصريحات حادة اللهجة، نشرتها الخارجية الأميركية في موقعها الرسمي على الانترنت، طالبت الولايات المتحدة بتحقيق دولي على الفور، وتقديم المتورطين في إسقاط الطائرة إلى العدالة، داعية جميع دول العالم إلى عدم إيواء المتآمرين.

وربطت واشنطن بين حادثة الطائرة والحرب الدائرة في أوكرانيا، معتبرةً أن هذا الحادث المأساوي، يؤكد على أنها كانت محقة في إصرارها على مطالبة موسكو باتخاذ إجراءات فورية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ومشددة على أن موسكو تستطيع إنهاء هذه الحرب.

كما قدمت واشنطن ملاحظات، على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، سمانثا باور، خاطبت فيها عواطف المجتمع الدولي وأسر ضحايا الطائرة.

ولفتت المسؤولة الأميركية انتباه العالم إلى أن ثلاثة أطفال رُضَّع كانوا من بين ركاب الطائرة المحترقة، وتعهّدت لأقارب وأصدقاء جميع الضحايا "بعدم الركون للراحة إلا بعد الكشف عن حقيقة ما حدث".

وفي السياق، قدمت واشنطن للمجتمع الدولي ما يشبه "تقدير الموقف" بشأن ما حدث، ضمّنته نقاطاً تقود في مجملها إلى استنتاج بأن الانفصاليين الأوكرانيين، المدعومين من روسيا، هم مَن أسقطوا الطائرة الماليزية بصاروخ سام أرض ـ جو.

واستدلّت الولايات المتحدة، في طرحها، بحوادث سابقة أعلن الانفصاليون مسؤوليتهم عنها، من بينها إسقاط طائرة شحن عسكرية أوكرانية كانت تطير على ارتفاع 6 آلاف متر عن سطح البحر في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وقبل ذلك، أعلن الانفصاليون أنفسهم، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، عن إسقاطهم لمروحية أوكرانية، وأودى الحادث بأرواح ملاحيها التسعة. وفي الثالث عشر من الشهر نفسه، تبنى الانفصاليون إسقاط طائرة نقل أوكرانية كانت تقلّ 40 مظلياً.

في المقابل، أقرّت الولايات المتحدة بأن أوكرانيا تمتلك مخزوناً من صواريخ سام 11، ولكن لا علم للولايات المتحدة بوجود أنظمة صواريخ سام تابعة للدولة الأوكرانية في المنطقة التي أطلق منها الصاروخ.

وأعادت واشنطن التذكير بتقرير إعلامي لمراسل غربي حول مشاهدته لمنصة إطلاق صواريخ سام 11، في المنطقة الخاضعة للانفصاليين التي سقطت فيها الطائرة، قبل ساعات قليلة من الحادث.

وفي محاولة جليّة من الولايات المتحدة لتحميل الروس المسؤولية، أشارت واشنطن في ملاحظاتها المقدمة للمجتمع الدولي، إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تحلّق على ارتفاع 33 ألف قدم، ولم يكن بالإمكان إسقاطها من هذا الارتفاع إلا بصاروخ من نوع سام 11 أو سام 20 أو سام 22.

واستبعدت أن تكون الطائرة الماليزية قد أسقطت بواحد من صواريخ سام قصيرة المدى التي يمتلكها الانفصاليون والتي بمقدورهم إطلاقها بأنفسهم دون مساعدة تقنية روسية، بما في ذلك صواريخ سام 8 وسام 13 التي لا قدرة لها على الوصول إلى الارتفاع المشار إليه.

ونظراً للدور الروسي في زعزعة استقرار أوكرانيا، وتحريك قوات جديدة قرب الحدود، قالت الولايات المتحدة إن العقوبات على روسيا سوف تستمر وتتوسّع لتشمل تجميد الأصول التابعة لشركات الدفاع الروسية، وإيقاف تمويل بعض البنوك الروسية المهمة، وشركات الطاقة، إضافة إلى طائفة أخرى من العقوبات القابلة للتوسّع. 

المساهمون