نددت واشنطن بوحشية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقاً في حين أفردت ذراعيها للعاهل الأردني، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا،ً وأعلنت رفع الدعم السنوي للأردن من 600 مليون دولار إلى مليار دولار.
وبينما كان العاهل الأردني مجتمعاً، اليوم الثلاثاء، مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، خرج الرئيس، باراك أوباما، ليندد بالأسلوب "البربري" في إعدام الطيار الأردني حرقاً، قائلاً إن "هذه الوحشية تثبت مرة أخرى أهمية التحالف الأممي لقتال (داعش)".
وأشار أوباما إلى أن الخبراء الأميركيين في مجلس الأمن القومي ما زالوا يفحصون مشاهد حرق الطيار الأردني، للتأكد من صحة التسجيل الذي بثه تنظيم "داعش" مساء الثلاثاء.
وقبيل ورود أنباء بث مشاهد إعدام الملازم أول الكساسبة، كان العاهل الأردني قد أجرى مباحثات مكثفة مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تناولت في جانب منها الحرب الدائرة على "داعش" في العراق وسورية وسبل تقوية التحالف الدولي المشارك في الجهود العسكرية، إلى جانب موضوع اللاجئين في الأردن بسبب الأزمة السورية. وأبلغ كيري العاهل الأردني رسمياً أن واشنطن قررت رفع مستوى الدعم المخصص لعمان من حوالى 600 مليون دولار إلى ألف مليون دولار، وهو ما تم الإعلان عنه بعد ذلك في فندق "فور سيزون" في حي جورج تاون بواشنطن، خلال مراسم توقيع مذكرة للتفاهم بين الأردن والولايات المتحدة وقعها عن الطرف الأميركي كيري، وعن الطرف الأردني وزير الخارجية، ناصر جودة. وتشمل الزيادة في المعونة السنوية مخصصات لإعانة الأردن على مواجهة عبء اللاجئين الذين وصل عددهم في أراضيه إلى 800 ألف لاجئ على الأقل. وحسب ما أعلنته الخارجية الأميركية فإن أهم بنود مذكرة التفاهم الأميركية الأردنية هو تلقي الأردن معونة سنوية مقدارها مليار دولار، ولمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. وكان البلدان قد وقعا على مذكرة التفاهم الأولى بينهما عام 2008.
وبمجرد عودة وزير الخارجية الأميركي إلى مكتبه من حفل توقيع مذكرة التفاهم مع نظيره الأردني، تم إبلاغه أن تنظيم "داعش" بث فيديو لإعدام الطيار الأردني، الملازم أول معاذ الكساسبة، حرقاً، بعد انتهاء مهلة الـ 24 ساعة لإطلاق سراح العراقية، ساجدة الريشاوي، فأصدر كيري بياناً شديد اللهجة ندد فيه بوحشية "داعش" قائلاً إن "الطيار الأردني يمثل كل المبادئ التي يفتقر إليها (داعش) من شجاعة ورحمة". وأعرب كيري عن أمله في أن يكون الكساسبة آخر ضحية يذكر العالم بوحشية "داعش". كما قدم كيري، نيابة عن الحكومة والشعب الأميركي، التعازي الحارة لأسرة الملازم الكساسبة، والملك عبد الله الثاني، والقوات المسلحة الأردنية، والشعب الأردني. وأشار كيري، في تنديده بمقتل الكساسبة، إلى أن إحراقه بلا شفقة بعد نداء والده لعناصر "داعش" يناشدهم الرحمة، "يذكر العالم أجمع بأن هذا العدو لا توجد لديه أجندة سوى القتل والتدمير، ولا مكان للحياة ولا قيمة لها في قاموسه بما في ذلك حياة المسلمين".
وتعهد كيري، في بيانه، بأن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للشعب الأردني وللتحالف العربي الموحد ضد هذا التنظيم الإرهابي، إلى أن يصبح تنظيم "داعش" عاجزاً عن تهديد المنطقة، وتصبح أكاذيبه واضحة للجميع، مشدداً على أن الولايات المتحدة لن تسمح بنسيان ما حدث للكساسبة والآلاف من الأبرياء الذين قتلهم تنظيم "داعش" بلا رحمة، ولن تسمح بانتشار المآسي التي يسببها "داعش" إلى بلدان أخرى.
يذكر أن الكساسبة وقع في أسر "داعش" يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد سقوط طائرته أثناء مشاركته في غارة جوية على معاقل التنظيم في منطقة الرقة السورية، ضمن صفوف التحالف الدولي.