واشنطن ترفض التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا

14 سبتمبر 2014
واشنطن تبنت خطة متري للحوار بين الليبيين(محمد تركية/فرانس برس)
+ الخط -

ترتكز السياسة الأميركية تجاه ليبيا على العمل مع كل الأطراف لإقناعها بأنه ليس هناك طرف ليبي قادر على حسم الصراع لصالحه. هذا ما أوضحه المنسق الخاص في ليبيا في وزارة الخارجية الأميركية جوناثان واينر، في لقاء جمعه، أول من أمس الجمعة، مع "مجموعة عمل ليبيا"، التي تأسست في الولايات المتحدة بعد ثورة "17 فبراير" للتواصل مع الإدارات الأميركية المختلفة في واشنطن.

ويضيف المصدر، الذي كشف كواليس اللقاء لـ"العربي الجديد"، أن واينر أكد أنه "بدا لدى بعض الدول، أن الإسلاميين حسموا الصراع لصالحهم، وهو الأمر الذي جلب الكثير من الهدوء والاستقرار إلى الشارع الليبي وخصوصاً في المدن الكبيرة".

وبحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أشار واينر إلى "إدراك الولايات المتحدة أن غالبية التيار الإسلامي في ليبيا ترغب في الحفاظ على المسار الديمقراطي، وأن واشنطن ترغب في التفاوض والحوار المباشر مع كل الأطراف المتنازعة، للخروج من الأزمة الراهنة".

ويؤكد واينر أن "السياسة الخارجية الأميركية تنظر إلى الواقع الليبي الجديد بحيادية، وتعترف ولو بشكل غير رسمي، بوجود برلمانين وحكومتين". ووفقاً لما نقله المصدر "تسعى واشنطن إلى تنسيق خطوات عملية من الطرفين للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة مسار العملية الانتخابية متمثلة في مجلس النواب بعد التزامه بالشروط المعقولة وتفهمها للجوء الطرف الآخر إلى تفعيل آلية المؤتمر الوطني حتى تصل الأطراف إلى الاتفاق".

وتقتضي الخطة الاميركية، بحسب واينر، أن يتفق المعتدلون من كل طرف على خطوات تعاون مع التلويح بعصا العقوبات إلى كل المتطرفين من الجهتين الذين يرفضون الوفاق والعمل السياسي المشترك، ومن يلجأ للعنف بعد إيقافه. ويشير إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما ضد أي تدخل أجنبي إقليمي أو دولي.

ويقول واينر إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، والسفيرة الأميركية في ليبيا، ديبورا جونز، تبنيا خطة المبعوث الأممي السابق طارق متري للحوار بين الأطراف السياسية، حتى تحظى بدعم دولي خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وكان سبق أن رفض حزب "تحالف القوى الوطنية" برئاسة محمود جبريل خطة متري، قبيل انطلاق المعارك العسكرية في طرابلس بين قوات "فجر ليبيا" من جهة، وكتائب "القعقاع"، "الصواعق" و"المدني" المؤيدة لـ"عملية الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر منجهة ثانية.

ويرى محللون سياسيون في الخطة الأميركية خطورة على مستقبل العملية السياسية، إذ إن هدفها هو إنقاذ الجناح المسلح لحزب "تحالف القوى الوطنية" ولقوات حفتر. ويعتقد البعض أنه لن ينجح أي حوار سياسي توافقي في ليبيا، إلا في ظل وجود طرف واحد قادر على حمل السلاح. أما في حالة تعدد الأجنحة الحاملة للسلاح فلن تشهد ليبيا استقراراً أمنياً على المدى القريب.

ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد لـ"فجر ليبيا" أو لـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" أن يبسطا هيمنتهما، أحدهما في الغرب والآخر في الشرق، بل تريد الإبقاء على مجموعات مسلحة يمكن استعمالها في أي وقت ضدهما.

واستطاعت قوات "فجر ليبيا" أن تسيطر، أمس السبت، على أجزاء من مدينة ورشفانة غربي طرابلس، المؤيدة لحفتر، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل أحد قادة جيش القبائل من ورشفانة يدعى إبراهيم سويد.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية عن استضافتها مؤتمراً دولياً حول "الاستقرار والتنمية في ليبيا"، يوم الأربعاء المقبل، بمشاركة بلدان المنطقة وممثلي المنظمات الدولية. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، استقبل في مدريد نظيره الليبي محمد عبد العزيز للإعداد للمؤتمر.

وأضاف أن "الدعوة إلى المشاركة وجهت إلى ممثلي البلدان الأقرب إلى ليبيا في إطار مجموعة الدول الأورومتوسطية، "منتدى 5 + 5" (الذي يضم الدول الخمس المغاربية، ليبيا، تونس، الجزائر، موريتانيا والمغرب، فضلاً عن خمس دول أوروبية)، ومجموعة من البلدان المجاورة لليبيا التي اجتمعت للمرة الرابعة في القاهرة في 25 أغسطس/آب الماضي، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي، الاتحاد من أجل المتوسط، جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة".

ولفت البيان إلى أن إسبانيا تعتبر أن "الوقت قد حان لتقاسم المواقع لما فيه استقرار ليبيا ودعم ريادة الأمم المتحدة في جهود الوساطة الدولية لإيجاد حل تفاوضي للأزمة في ليبيا".

المساهمون