واشنطن ترجح سقوط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني

10 يناير 2020
أوكرانيا: حصلنا على "معلومات هامة" من الأميركيين (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، أن الولايات المتحدة تعتقد أنه "من المرجح" أن يكون صاروخ إيراني قد أسقط الطائرة الأوكرانية قرب طهران، ما أدى إلى مقتل 176 شخصا كانوا على متنها. فيما أكّد نظيره الأوكراني أنّ إيران متعاونة مع التحقيق في أسباب سقوط الطائرة.

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي: "نعتقد أنه من المرجح أن يكون صاروخ إيراني قد أسقط الطائرة. سننتظر مسار التحقيق قبل أن نتوصل إلى قرار نهائي". وتأتي تصريحاته وسط تزايد الضغوط الدولية على إيران للسماح بإجراء "تحقيق يحظى بمصداقية" في أسباب تحطم طائرة البوينغ 737 الأربعاء، والذي قال عدد من الحكومات الغربية إنه نجم عن ضربة صاروخية غير مقصودة.

وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو، الجمعة، الحصول على "معلومات هامة" من مسؤولين أميركيين حول حادثة تحطم الطائرة. وقال بريستايكو، في تغريدة على "تويتر"، إنه والرئيس فولوديمير زيلنسكي التقيا مسؤولين في السفارة الأميركية، الجمعة، وحصلا على "معلومات هامة" حول حادث تحطم الطائرة.


وأضاف بريستايكو أن تلك المعلومات "ستتم معالجتها من قبل متخصصين"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. من جهة ثانية، أكّد المسؤول الأوكراني أنّ إيران تتعاون في التحقيق بشأن تحطم الطائرة. وأضاف أن "مكان تحليل الصندوقين الأسودين لا يزال محل نقاش".

وفي وقت سابق الجمعة، دعا الرئيس الأوكراني "جميع الشركاء الدوليين"، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا لتبادل جميع المعلومات ذات الصلة بحادث الطائرة. ويقول زعماء غربيون إن الطائرة على ما يبدو ضربها صاروخ أرض جو عن غير قصد قرب طهران. فيما أفادت إيران بأن لديها أدلة مقنعة على عدم سقوط الطائرة بصاروخ. 

"الأطلسي" يؤيد فرضية الصاروخ الإيراني

بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن ليس لديه أي سبب للتشكيك في تقارير صادرة عن عواصم غربية ترجح فرضية سقوط طائرة أوكرانية بصاروخ إيراني. وقال ينس ستولتنبرغ "لن أخوض في تفاصيل معلوماتنا الاستخباراتية، لكن ما يمكن أن أقوله هو أن ليس لدينا أي سبب يدعو لعدم تصديق التقارير التي شاهدناها من مختلف عواصم دول حلف شمال الأطلسي". وأضاف "لقد عبروا عن القلق إزاء معلومات تشير إلى أن الطائرة ربما أُسقطت بمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية". وضم ستولتنبرغ صوته إلى الدعوات الدولية المتزايدة المطالبة بتحقيق دقيق في كارثة الأربعاء، التي وقعت بعد ساعات على ضربات صاروخية إيرانية استهدفت قاعدتين في العراق تنتشر فيهما قوات أميركية، ردا على هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وقال إن فرضية إسقاط الطائرة بصاروخ "هي السبب بالتحديد لحاجتنا إلى تحقيق دقيق. لهذا السبب بالتحديد نحتاج إلى إثبات كل الحقائق، ولذا من المهم أن يكون لدينا تعاون كامل من الجانب الإيراني في مثل هذا التحقيق".

إلى ذلك، أوصى وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، رعايا بلاده بعدم السفر إلى إيران على خلفية ادعاءات حول سقوط الطائرة الأوكرانية.

وأوصى راب، في بيان صادر عنه الجمعة، الرعايا بعدم السفر إلى إيران وبعدم استخدام الرحلات الجوية إلى إيران أو منها. وعزا ذلك إلى تصاعد التوتر في المنطقة وإلى المعلومات التي تشير إلى أن الطائرة الأوكرانية سقطت بصاروخ إيراني. وأضاف: "ثمة حاجة ملحة لإجراء تحقيق عاجل وكامل وشفاف لتحديد سبب سقوط الطائرة".

بدورها، دعت المفوضية الأوروبية، الجمعة، إلى إجراء تحقيق "مستقل وموثوق". وجاء ذلك بحسب ما نقلت شبكة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية عن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ستيفان دي كيرسماكر.

وقال كيرسماكر: "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن تكون التحقيقات مستقلة وموثوق بها.. وفقًا لقواعد منظمة الطيران المدني الدولي". وكان رئيسا وزراء بريطانيا وكندا قد أعلنا، في وقت سابق، امتلاكهما معلومات تفيد أن الطائرة المنكوبة سقطت بصاروخ إيراني، فيما قالت إيران إن لديها أدلة مقنعة على عدم سقوط الطائرة بصاروخ.

وفي السياق، حظرت استوكهولم، الجمعة، تحليق الطائرات التابعة لشركة "إيران آير" (الإيرانية الحكومية) في المجال الجوي للسويد، بشكل مؤقت. وقالت وكالة النقل السويدية (حكومية)، في بيان، إنه "تم مؤقتا سحب التصاريح التي تسمح لشركة إيران آير بتسيير طائراتها في المجال الجوي السويدي"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتيد برس".

وأضافت الوكالة أن قرارها جاء على خلفية حادثة تحطم الطائرة الأوكرانية هذا الأسبوع في طهران، وحفاظا على سلامة قطاع الطيران المدني الإيراني، من دون مزيد من التفاصيل.

وطرح مسؤولون أوكرانيون، الخميس، 3 فرضيات تفسر أسباب سقوط الطائرة التي كانت متجهة من طهران إلى كييف. وقال مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني، في بيان، إن الطائرة ربما "تعرضت لعمل إرهابي، أو أصيبت بصاروخ أرض جو". وأضاف أن السبب الثالث الذي قد يفسر تحطم الطائرة "هو تعرض محركها لانفجار إثر مشاكل فنية".


ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله، الجمعة، إن إيران "دعت كل من أوكرانيا وشركة بوينغ للمشاركة في التحقيقات". وقال المتحدث عباس موسوي إنه سيرحب أيضا بخبراء من دول أخرى مات مواطنوها في الحادث. والخميس، أعلن مسؤول إيراني، أن لدى طهران أدلة مقنعة بشأن عدم سقوط الطائرة الأوكرانية بصاروخ.

وقال رئيس لجنة التحقيق التابعة لهيئة الطيران المدني الإيراني حسن رضايفر، في تصريح لوكالة "الطلبة"، إن لجنته "مستعدة لتقاسم الأدلة المتوافرة لديها مع الجهات المعنية". وأضاف أن "التحقيقات الجارية لم تعثر على أي دليل يشير إلى سقوط الطائرة المنكوبة بقصف صاروخي". وأشار إلى أن الإعلام الأجنبي يريد إطلاق حملة تشويه ضد إيران، مبينا أنه ما من دولة في العالم تستطيع كشف سبب حوادث الطائرات في مدة قصيرة.

وفيما يخص مسألة إرسال الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى الولايات المتحدة، قال المسؤول الإيراني إن القوانين المحلية والدولية تنص على وجوب فحصه ضمن البلد الذي وقع فيه الحادث.

بدوره، كشف تقرير مبدئي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية، أن الطائرة استدارت للعودة إلى المطار الذي أقلعت منه في طهران، بعد نشوب حريق فيها ومواجهتها مشكلة. وشدد مسؤولون إيرانيون، على أن الحادث وقع "لأسباب فنية"، بحسب وكالة "فارس" شبه الرسمية. غير أن الخطوط الجوية الأوكرانية، نفت وجود أعطال في الطائرة المنكوبة، مؤكدة أنها جديدة وتم فحصها قبل يومين.

والأربعاء، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، عن رئيس هيئة الطيران المدني علي عابد زادة، أن بلاده "لن تسلم الصندوق الأسود لشركة بوينغ الأميركية المنتجة للطائرة"، مؤكدا أن الإجراءات الحالية تتمحور حول اختيار الدولة التي سترسل إليها طهران الصندوق، حتى يتم تحليل بياناته.