ترى صحيفة "واشنطن بوست" أن ثلاث ملفات أساسية تجعل العلاقة بين تركيا وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "بائسة" مع زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى أنقرة اليوم، ولقائه وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو.
ويرى المحلل في الصحيفة إيشان ثارور، أن ما يعتبره أردوغان "تواطؤا" أميركيا مع انقلاب 2016 الفاشل، ووجود المتهم بالوقوف وراءه، رجل الدين فتح الله غولن، على الأراضي الأميركية، إضافة إلى تعقديات الملف السوري، والتعديلات الدستورية التركية، كلها قضايا تجعل العلاقة بين الجانبين الأميركي والتركي "غير مريحة"، في الوقت الذي تأتي زيارة تيلرسون لغرض رئيسي هو "المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
ترى الصحيفة أن تعقيدات العلاقة مع تركيا نابعة من أهمية أنقرة في حلف شمال الأطلسي، "باعتبارها تملك ثاني أقوى جيش في الحلف"، إضافة إلى "حاجة إدارة ترامب لتعاونها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية".
تكتب "واشنطن بوست" أن العلاقات التركية - الأميركية تشهد تأزما إثر "تنازع الرئيس التركي القوي والمثير للجدل، رجب طيب أردوغان، مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وحلفائه في الإعلام التركي، بسبب تواطؤ مفترض للولايات المتحدة في الانقلاب الفاشل في يوليو/ تموز الماضي".
تركيا تتهم فتح الله غولن، المنفي في أميركا منذ قرابة العشرين عاما، بالوقوف وراء الانقلاب، في الوقت الذي انتقدت الولايات المتحدة السياسات التي اتبعها أردوغان بعد إحباط الانقلاب، الأمر الذي "أثر في الرئيس التركي، وأدى إلى تبنيه نبرة عدائية تجاه الغرب".
وبحسب الصحيفة، فإن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أكد أنه سيتحدث عن غولن في لقائه مع تيلرسون. تورد الصحيفة: "السلطات التركية مقتنعة بأن رجل الدين غولن مذنب، لكن المسؤولين في الغرب يظهرون شكوكهم في تورط غولن المباشر بالانقلاب. إضافة إلى أنهم يخشون ألا يخضع لمحاكمة عادلة".
وتؤكد "واشنطن بوست" أن إدارة ترامب "غير واضحة" بخصوص غولن، وخاصة أنها تملك صلات بأردوغان، "فمايكل فلين (مستشار الأمن القومي المستقيل من إدارة ترامب) تلقى أموالا من أنقرة نظير عمله لصالح اللوبي التركي في واشنطن، حتى أثناء انخراطه في حملة ترامب الانتخابية"، كما تؤكد أن جيمس وولسي، أحد مستشاري ترامب أثناء الحملة الانتخابية، أكد أن فلين تباحث مع الأتراك حول "طريقة" تسليم غولن لتركيا، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم فلين في وقت لاحق.
وتشير الصحيفة إلى رجل الأعمال الإيراني الملياردير، رضا زراب، والذي تتهمه السلطات الأميركية بالمساهمة في تجاوز العقوبات الأميركية على طهران، وتسهيل عمليات مالية لإيران.
وتربط زراب، أيضا، علاقات قوية مع الأتراك، وقد اتهم أردوغان الأميركيين بأنهم "اعتقلوه لأسباب سياسية"، فيما أشار جاووش أوغلو إلى أنه سيتحدث عن رجل الأعمال الإيراني مع تيلرسون.
في الملف السوري، تطرح "واشنطن بوست" إشكالية اعتماد الأميركيين على مليشيات كردية تصنفها أنقرة منظمات إرهابية، في الوقت الذي تحتاج فيه أميركا للأكراد في خططها لاستعادة الرقة.
ويرى إيشان ثارور أن الحرب السورية "تحولت إلى كارثة استراتيجية"، في إشارة إلى عمليات الأتراك ضد الأكرد، واعتماد الأميركيين على الأكراد لمواجهة "تنظيم الدولة"، علاوة على التدخل الروسي، و"الأمل الوحيد في أن يتبنى تيلرسون وآخرون مخاوف الأتراك من هيمنة وحدات حماية الشعب".
أما الملف الأخير، الذي تطرحه "واشنطن بوست" باعتباره ملفا إشكاليا في العلاقات التركية – الأميركية، فيتعلق بالتعديل الدستوري المزمع الاستفتاء عليه في تركيا في 16 إبريل/ نيسان المقبل، والذي يركز على تحويل النظام التركي من النظام البرلماني إلى الرئاسي، ما يعني إضافة قوة أكبر لأردوغان.
المسألة التي تطرح تساؤلات أميركية ترتبط بـ"ملفات حقوق الإنسان" و"قمع المعارضين في تركيا"، وقد ساهمت، أيضا، في تأزيم العلاقات التركية – الأميركية منذ انقلاب يوليو/تموز الماضي على الأقل.