ويسعى النظام السوري إلى تحقيق هذا الهدف، من خلال الميدان ومن خلال تصريحات شخصيات درزية محسوبة عليه أيضاً. مستغلا مجزرة "قلب لوزة"، في ريف إدلب، بحق 23 مواطناً درزياً".
وفي هذا السياق، عقد رئيس حزب "التوحيد العربي" اللبناني، وئام وهاب، مؤتمراً صحافياً دعا فيه رئيس النظام السوري بشار الأسد لتسليح أهالي السويداء، كما دعا "الموحدين إلى حمل السلاح والقتال لأن سقوط المحافظة يعني سقوطنا جمعياً، ولا بديل عن السلاح للدفاع عن أنفسنا".
وألمح وهاب، الحليف الوفي للنظام السوري وحزب الله، وصاحب التمثيل الشعبي والسياسي الضعيف في المجتمع الدرزي اللبناني، إلى إمكانية نقل المعركة أو جزء منها إلى لبنان "لأن ردود الفعل على وجود لبنانيين يتعاطون مع جبهة النصرة في لبنان لا يمكن ضبطها".
ووصف وهاب النصائح التي يوجهها عدد من القيادات الدرزية في لبنان إلى دروز سورية بـ"التافهة"، رافضاً ما أسماه "تصوير مجزرة إدلب على أنها إشكال فردي".
ودعا وهاب الدروز إلى تشكيل مليشيا، و"هددهم" بأن هناك مجازر ستحصل في السويداء، إذا ما سيطرت المعارضة على مطار الثعلة العسكري.
وفي سياق الترجمة الميدانية للكلام السياسي، أكدت مصادر محلية في محافظة السويداء السورية لـ "العربي الجديد" أن قوات النظام السوري "تعمدت قصف السويداء بالصواريخ والمدفعية خلال معركة تحرير مطار الثعلة العسكري، ثم الترويج أن قوات المعارضة المتمركزة في محافظة درعا هي من تقوم بالقصف".
اقرأ أيضاً: خارطة المليشيات في السويداء: 8 للنظام و4 للطائفة
ووضعت المصادر هذا الأمر في إطار "تجييش الفتنة المذهبية بين السنة والدروز في المحافظات الجنوبية".
وكان الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، قد أصدر بياناً أكد "إجراء اتصالات مع فصائل المعارضة المسلحة، والقوى الإقليمية الفاعلة لضمان سلامة أبناء البلدات التي وقفت مع الثورة منذ انطلاقتها".
وأكد البيان أن "ما حصل في قلب لوزة هو إشكال وقع بين عدد من الأهالي وعناصر من جبهة النصرة، تطور إلى إطلاق نار أوقع عددا من الشهداء".
واستغرب بيان الاشتراكي "حملة التحريض المنظمة التي قام بها بعض الأوساط السياسية والإعلامية بهدف تأجيج المشاعر وإذكاء نار الفتنة، داعياً المواطنين إلى عدم الأخذ بها لا سيما وأن ما يحصل، على جسامته، هو جزء من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري".
وسبق لجنبلاط أن دعا إلى مصالحة بين الدروز وأهل حوران، معتبراً أن هذا هو السبيل الوحيد لحماية الدروز.
وفي الإطار عينه، يعقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعاً استثنائياً في مقره في العاصمة بيروت، غدا الجمعة، لمتابعة التطورات.
من جهته، استنكر رئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، جريمة قلب لوزة في ريف إدلب، ووصفها بـ"الجريمة الوحشية".
وقال سلام في بيان إن "الجريمة الجديدة تظهر مرة أخرى وحشية القوى التكفيرية التي تعتدي على المدنيين الآمنين، لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، واستهداف وحدة سورية وتماسكها الوطني". وجدد سلام الدعوة إلى "إيجاد حل سياسي للأزمة يتوافق عليه السوريون".
كما أصدر حزب الله بيانا دعا فيه إلى "التوقف مليّاً أمام السلوك الإسرائيلي الخادع والمنافق، المتمثل بادعاء الحرص على طائفة الموحدين الدروز، والدعوة لحماية أبنائها في سورية".
بينما دﻋﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ "اﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ"، ﺳﻤﻴﺮ ﺟﻌﺠﻊ، ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻛﻞ ﺍلإﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺑﺤﻖ ﻣﻨﻔﺬﻱ ﺟﺮﻳﻤﺔ إﺩﻟﺐ.
وطالب جعجع، في مؤتمر صحافي عقده في مقره شمال بيروت ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍلإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ بـ"التدخل ﺑﻘﻮﺓ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﻜﺬﺍ ﺃﻋﻤﺎﻝ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻨﻘﺒﻞ ﺑﺈﺟﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ".
اقرأ أيضاً: "النصرة" ترتكب مجزرة ضد السكان في ريف إدلب