جثامين شهداء فلسطين التي تملأ الشاشات منذ ثلاثة أسابيع، ينثرها رصاص المستعمرين، من المجندين وسكان المستعمرات على حد سواء، وتنثرها صواريخ طائراتهم، تثير مشاعر متضاربة؛ تثير الألم في جانبنا، وتثير مشاعر النشوة لدى الصهاينة.
الألم الذي خبرناه سيعبّر عن نفسه إن عاجلا أو آجلا، أما أصحاب النشوة الحمقاء فعليهم أن يرتجفوا لو كانوا يعقلون.
خلال أحداث مماثلة قبل سنوات، أصغيت للشاعر، بريتن بريتنباخ، من جنوب أفريقيا، يتحدث بالضبط عما تفعله هذه الأقلية العنصرية، الإسرائيليون، بالعرب، وبالفلسطينيين تحديداً، ويؤكد هو الذي شاهد بعينيه ما يفعله العنصريون الصهاينة في فلسطين، أن القضية هي إبادة شعب ومحوه، ساخراً من الذرائع التي يستخدمها أصحاب النشوة الحمقى لتبرير جرائمهم.
على الإسرائيليين أن يرتجفوا، لأنهم يحفرون بهذه الجرائم قبراً لوجودهم الاستعماري. تماما كما حفر من سبقهم قبورهم بقصر نظرهم ومطامعهم وجشعهم.
هؤلاء الشهداء، الأطفال والفتية، هم ضحية ما يسمى زوراً "المجتمع الدولي"، الذي يواصل استراتيجية الحصار والغزو والتتبيع المتواصلة منذ خمسة قرون.
فلسطين هي العنوان رغم إصرار فضائيات عربية على قصر الأخبار على ما تسمى "الضفة الغربية"، وما يسمى "قطاع غزة"، وإشارة بعضها إلى ما يطلقون عليه "داخل الخط الأخضر" أو أراضي 1948.
فلسطين هي التي تقاوم حماقة الغرب وخيال ظلها المسمّى "إسرائيل".
اقرأ أيضاً: أحمد نعواش من عين كارم إلى الطفولة الخالدة