هيفاء شراب: المشاريع الصغيرة رافعة الاقتصاد في غزة

03 اغسطس 2015
رئيسة مركز رياديات الأعمال هيفاء شراب (العربي الجديد)
+ الخط -
تؤكد رئيسة مركز رياديات الأعمال هيفاء شراب، أن نساء غزة استطعن اقتحام العديد من القطاعات الاقتصادية، لافتة إلى الابتكار الذي يسيطر على مشاريعهن. وتدعو شراب سيدات الأعمال في العالم العربي إلى دعم جهود المركز عبر شراكات استثمارية مجدية.

وهذا نص المقابلة:

* من خلال مكانتك في ريادة الأعمال، كيف تصفين واقع سيدات الأعمال في قطاع غزة؟

تمتاز سيدات الأعمال في غزة بالقوة والصلابة، والانتماء والإخلاص في العمل، الأمر الذي ساهم في ولادة أفكار مميّزة تساعد النساء على الحضور في المشهد الاقتصادي في كافة المجالات المختلفة. وبالرغم من الظروف الصعبة، إلا أنهن حاضرات وناجحات في أعمالهن، بسبب امتلاكهن الجرأة والعزيمة، والتصميم لممارسة الأعمال، الأمر الذي مكّنهن من مواجهة أي تحدٍ بقوة.

* ما هي أبرز المناصب والأعمال التي تتولاها سيدات الأعمال في قطاع غزة؟ وهل يؤثر الواقع الاقتصادي والأمني الذي يعيشه القطاع منذ سنوات على بيئة عمل السيدات؟

يعيش قطاع غزة وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية، ولذا فقد تأثرت بيئة الأعمال. تواجه سيدات الأعمال في القطاع وضعاً صعباً مادياً ومعنوياً، وبالرغم من ذلك، تمكنت العديد من النساء من دخول سوق العمل، وإدارة العديد من المشاريع في المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في القطاع. ويمكن ملاحظة ذلك، من خلال ارتفاع عدد النساء العاملات في مجال الاستشارات، القطاع المصرفي، شركات الاتصال، الشركات التجارية والمصانع، بالإضافة إلى قيامهن بأعمال تخص القطاع السياحي.

* كيف تقيّمن أنفسكن كنساء أعمال في بيئة يحكمها فقط العنصر الذكوري؟

منذ وقت طويل، كان هناك تمييز واضح بين النساء والرجال في مجال الأعمال، أما اليوم، فالنظرة تبدّلت وتغيّرت، وباتت الأعمال التي تقوم بها النساء موازية للأعمال التي يقوم بها الرجال. لقد نجحت العديد من النساء في مجال الأعمال بدعم من الرجال. اليوم يتقبّل أكثر من 70% من أفراد المجتمع دخول المرأة في ميدان العمل، وأقروا بنجاحهن وإنجازاتهن.

اقرأ أيضا: 3 مليارات دولار الاستثمار العقاري في فلسطين

* برأيك ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجه بيئة عمل سيدات الأعمال الفلسطينيات عموماً والسيدات في قطاع غزة خصوصاً؟

تعاني النساء الفلسطينيات بشكل عام، والغزاويات بشكل خاص، من صعوبات عديدة في مجال بيئة الأعمال، لعل أبرزها غياب الدعم المعنوي والمادي. كما تعاني النساء من غياب القدرة على الانخراط مع سيدات عربيات بسبب الحصار. ومن المعلوم أن بيئة الأعمال تحتاج إلى تواصل خارجي، لذا فإن غياب التواصل مع المحيط الإقليمي، والعربي، حتى العالمي، ينعكس سلباً على بيئة الأعمال في فلسطين.

* كيف يمكن وصف عمل جيل الشابات الرياديات داخل قطاع غزة؟

يتمتع الجيل الصاعد من الفتيات الفلسطينيات بقدرة كبيرة على الابتكار. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المشاريع التي يقمن بها سنوياً، خاصة المشاريع التكنولوجية، والإلكترونية. إلى ذلك، قدمت الفتيات الفلسطينيات في السنوات الماضية، مشاريع ناجحة تخدم الاقتصاد الوطني، لكن العائق الذي يقف أمامهن يتعلق في غياب التمويل من جهة، والتشجيع من جهة أخرى، بالإضافة إلى غياب الدعم الحكومي والدولي. لذا فإن المطلوب العمل على تقديم الفرص والمنح لهذه الفتيات، وفتح مجال التواصل مع أصحاب الخبرات الدولية، لأن دعم هذا الطبقة يعد دعماً أساسياً للاقتصاد الفلسطيني وخدمة للمجتمع.

* ما هو هدفكن في مركز رياديات الأعمال في القطاع؟ وهل تعتقدن أن أهدافكن قد وجدت سبيلاً لتحقيقها؟

يكمن الهدف الرئيسي في مركز رياديات الأعمال في تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، وحثها على تقديم المشاريع الجديدة، وتقديم المساعدات لها، بالإضافة إلى تطوير أفكارها. ونحن نسعى من خلال المركز إلى إظهار قدرة الفتيات والنساء في قطاعي المال والأعمال.

اقرأ أيضا: "أم إسماعيل" مزارعة تعشق سهل سلفيت

* ما هو برأيك الدور الذي يمكن لسيدات الأعمال القيام به لرفع اقتصاد غزة؟

بداية، نحن نقدم كل الدعم اللازم لرفع نمو الاقتصاد الفلسطيني، ولكن للأسف، العديد من العراقيل تقف في وجهنا، منها غياب المساعدات الحكومية، والمشاريع، لذا يتركز عملنا في كيفية الاتصال مع الدول العربية والأوروبية، لإظهار الصورة الحقيقية عن الرياديات وسيدات الأعمال في قطاع غزة، وأعتقد أن السماح للمرأة بممارسة الأعمال في بيئة آمنة، يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.

* كيف تصفين الواقع الاقتصادي لقطاع غزة اليوم، وهل هو مشابه لما كان عليه منذ سنوات؟

في الحقيقة، الواقع سيئ للغاية. يعاني قطاع غزة من أزمات متعددة. ركود تام يسيطر على كافة القطاعات. عندما بدأت بممارسة الأعمال الحرة في العام 1948، وخلال تلك الفترة لم أشهد وضعاً اقتصادياً متأزماً كالوضع في قطاع غزة اليوم. الجميع يشتكي بلا استثناء. الموظفون بلا رواتب. العديد من المهن أصابها الشلل التام.

* برأيكم ما هي الآليات التي يمكن من خلالها تطوير اقتصاد غزة؟

هناك العديد من المشاريع التي يمكن من خلالها تطوير اقتصاد فلسطين، واقتصاد قطاع غزة. ولعل أبرزها إنهاء الحصار المفروض على القطاع، وتوفير الطريقة المناسبة لإقامة مشاريع دائمة، وتوفير المواد الخام، جذب رؤوس أموال عربية لتنفيذ مشاريع مشتركة مع أصحاب الخبرات في القطاع، والأهم من هذا، دعوة رؤوس الأموال الفلسطينية للقدوم إلى أرض الوطن.

* ما هو تأثير الحروب المتكررة التي يشهدها القطاع على فئة سيدات الأعمال، وعلى أعمالهن؟
 
أثّرت الحروب بشكل كبير على الاقتصاد وعلى عمل سيدات الأعمال، خاصة أن آليات التدمير تطال المنشآت الصناعية والبنى التحتية، الأمر الذي ينعكس سلباً على نشاط النساء الفلسطينيات، خاصة النساء في غزة، كما ذكرنا الموارد محدودة للغاية، والحروب المتكررة، وغياب العنصر الأمني، من العوامل التي تضرب اقتصاد غزة من العمق.

* هل هناك أي اتصالات تُجرى بينكن وبين سيدات أعمال عربيات؟

بالتأكيد. زرنا قطر والبحرين وعمان وشاركنا في مؤتمرات دولية مع سيدات عربيات وأجنبيات، قمنا بتوضيح الواقع الاقتصادي لقطاع غزة. طرحنا أفكارنا، وبدأت حلقات التواصل في ما بيننا، لكن الظروف القاهرة التي تمر على القطاع، شلت حركة الاتصالات بين سيدات الأعمال في غزة وبين سيدات الأعمال في الدول العربية.

اقرأ أيضا: دانية أم عاملة تكافح من أجل تفوّق طلابها

* هل هناك رسالة يمكن توجيهها إلى سيدات الأعمال في العالم العربي؟

نوجّه رسالة إلى جميع سيدات الأعمال في الوطن العربي، مفادها أن اقتصاد غزة لن ينمو دون تضافر الجهود بين الجميع، ولذا فإن المطلوب تبادل وجهات النظر في كافة الأعمال والخبرات، ودعم المشاريع خاصة صغيرة الحجم والمتوسطة، وعقد اتفاقيات للتبادل التجاري، وفتح باب الاستثمار والاستيراد والتصدير، كذلك إقامة معارض دولية مشتركة تدعم الاستثمار والقدوم بها إلى غزة.
المساهمون