بدأت هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، صباح اليوم الأحد، في العاصمة السعودية الرياض اجتماعها الشهري لمناقشة تقارير سياسية وميدانية وتنظيمية، في ظل اقتراب الأمم المتحدة من إعلان تشكيل اللجنة الدستورية التي يأمل المجتمع الدولي أن تكون مدخلاً واسعاً لحل سياسي، لا يلوح في الأفق القريب.
وأشار المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي في الهيئة، إبراهيم الجباوي، في حديث مع "العربي الجديد" أن رئيس الهيئة نصر الحريري "افتتح الاجتماع بتقديم إحاطة شاملة عن العملية السياسية وما آلت إليه، إضافة إلى نتائج لقاءات وتواصل الهيئة على الصعيد الدولي، وآخرها اللقاء مع المبعوث الدولي إلى سورية غير بيدرسون".
ويتناول الاجتماع "تطورات العملية السياسية وخاصة لجهة اللجنة الدستورية ونتائج جهود لجنة المعتقلين ونتائج عمل اللجان الأخرى"، وفق الجباوي.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن اجتماع الرياض الحالي "دوري"، مؤكدا عدم وجود تطورات على صعيد تشكيل اللجنة الدستورية.
Twitter Post
|
وكان المبعوث الأممي أكد منذ عدة أيام أنّ الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية بات قريباً، مضيفا: "أعتقد أننا سنحقق تقدماً قريباً، وأعتقد أننا قريبون جداً من التوصّل إلى اتفاق بشأن تشكيل لجنة الدستور".
وتتكون هيئة التفاوض المنوط بها مهمة التفاوض مع النظام تحت مظلة الأمم المتحدة، من ممثلي الائتلاف الوطني السوري، والفصائل العسكرية، وهيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل السوري)، ومنصتي "موسكو" و"القاهرة"، بالإضافة إلى مستقلين.
وتواجه الهيئة في الوقت الراهن العديد من التحديات في ظل انسداد الأفاق أمام حل سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرار الدولي 2254 الذي دعا إلى انتقال سياسي وفق دستور جديد.
ولعل المسألة الدستورية التحدي الأبرز، حيث يقترب بيدرسون من إعلان تشكيل اللجنة التي تضم ممثلين عن المعارضة والنظام والمجتمع المدني بعد عرقلة طالت من النظام السوري.
واضطرت المعارضة السورية إلى الانخراط في المسألة الدستورية قبل تحقيق الانتقال السياسي بعد ضغط إقليمي ودولي، من أجل تمهيد الطريق أمام جهود الأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي.
كما تتعرض المعارضة السورية لموجة انتقادات من الشارع السوري المعارض الذي يرى أن هذه المعارضة لا تتخذ مواقف تتناسب وطبيعة القضية السورية التي يحاول الروس تصفيتها من خلال الضغط العسكري على محافظة إدلب ومحيطها أبرز معاقل المعارضة.
وتعقد هيئة التفاوض اجتماعها الدوري في ظل أحداث جسام تعصف بالقضية السورية، حيث لا يزال التصعيد العسكري على شمال غربي سورية والذي يسقط نتيجته قتلى بين المدنيين بشكل يومي. ويأتي اجتماع الهيئة قبل جولة جديدة من مسار أستانة تعقد مطلع الشهر المقبل من المتوقع أن تتناول الوضع في إدلب واللجنة الدستورية.
كما يأتي الاجتماع في خضم حراك سياسي من أجل حسم مصير منطقة شرقي نهر الفرات، في ظل تهديدات متبادلة من الجانب التركي و"قوات سورية الديمقراطية" المسيطرة على المنطقة، التي تشكل ثلث مساحة البلاد.