مضت الأيام التي كانت فيها عقارات هونغ كونغ توزن بالذهب ومصدر ثراء لمالكيها. إذ بعد شهور من الاحتجاجات العنيفة ضد حكومة البر الصيني في بكين والقوانين الأمنية وما تلاها من فقدان الجزيرة لخصوصيتها التجارية وارتفاع معدلات البطالة تراجعت جاذبية العقارات، وبدأت الشركات تمنح تنزيلات سخية على أسعار المنازل في هونغ كونغ على أمل جذب مستثمرين في عقارات الجزيرة.
وما زاد وضع العقارات سوءاً نية العديد من الأثرياء مغادرة المركز المالي في هونغ كونغ إلى مراكز مالية في آسيا وأوروبا.
وكانت وكالة "بوشامب ستيتس" البريطانية قد قالت في تقرير الشهر الماضي إن أثرياء هونغ كونغ والصين أصبحوا أكبر ملاك العقارات السكنية الفاخرة في العاصمة البريطانية لندن، إذ انتزعوا مرتبة أكبر المستثمرين في المساكن البريطانية من أثرياء روسيا والهند الذين اشتروا بكثافة العقارات الفاخرة في لندن خلال السنوات الأخيرة.
وقال المدير التنفيذي لوكالة "بوشامب ستيتس"، جيرمي غي إنه "منذ ديسمبر الماضي يتزايد عدد مستثمري هونغ كونغ في العقارات اللندنية الفاخرة، إذ احتلوا من حيث حجم الاستثمارات في العقارات السكنية المكانة الأولى التي كان يحتلها المستثمرون الروس والهنود".
وحسب وكالة بلومبيرغ باعت الولايات المتحدة مجمعاً كان يستخدم لإقامة الموظفين الأميركيين في القنصلية يقع بأحد أكثر الأحياء تميزاً في هونغ كونغ مقابل 2.57 مليار دولار هونغ كونغ (أي نحو 332 مليون دولار)، وهو سعر يقل عن قيمة العقار الحقيقية بنحو 20%.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" التي تصدر بالجزيرة أمس الخميس أن العقار بيع بسعر يقل بنسبة 20% من سعر التقييم.
من جانبها أعلنت الشركة التي تولت عملية البيع "سي بي آر إي غروب" أن سعر العقار بيع بأقل من التقييم الذي تراوح بين 3.1 و3.5 مليارات دولار هونغ كونغ، أي ما يعادل 322 مليون دولار أميركي.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأميركية قالت إنها باعت العقار بهدف الاستثمار في عقارات أخرى بالجزيرة، إلا أن عمليات البيع السريعة وبهذا الخصم السعري تثير الكثير من الشكوك حول نوايا السفارة الأميركية لتقليص تواجدها في جزيرة هونغ كونغ وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين. وربما ستكون هونغ كونغ في ورطة حقيقية في حال فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، لأنها ستواجه المزيد من الضغوط.
وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ يقع العقار في حي "شوسون هيل" الراقي الذي يسكنه الأثرياء في الجزيرة، وهو مكون من ستة مبان سكنية موزعة على ما يقرب من 8825 متراً مربعاً. وتم بيع مجمع المباني إلى شركة التطوير المحلية "هانج لانج بروبرتيز" التي تنوي استثمار نحو 4 مليارات دولار هونغ كونغ إضافية في المبنى لتطويره وتحويله إلى منازل فاخرة منفصلة.
وفي ذات الصدد قالت شركة "إيفر غراند" الصينية، ثاني أكبر شركة عقارات بالبر الصيني، إنها أجرت خفضاً بنسبة 30% على أسعار جميع عقاراتها السكنية، وهو ما يعني أن أسعار العقارات في الجزيرة تواصل التراجع والشركات تبحث بشدة عن زبائن.