لا تنضب الملاحظات والعبر التي يمكن التفكير فيها فور التوقف أمام ما يحصل في هونغ كونغ، التي نكاد لا نعرف عنها إلا كونها تجسيداً للعبثية الصينية باختراعها شعار "بلد واحد بنظامين"... شيوعي متوحش ورأسمالي متوحش أيضاً في آن واحد.
عند النظر في صور الوكالات الآتية من هونغ كونغ عن المراهقين المتظاهرين في الشوارع، بمظلاتهم وبشعارهم "احتلّوا الوسط" (التجاري)، يتأكد المراقب أن هؤلاء الطلاب يعرفون الكثير عن تجربة آبائهم وأجدادهم وجيرانهم في المواطنية مع الحكم الصيني. على صغر سنّ هؤلاء، وقائدهم جوشوا وونغ (17 عاماً!)، يظهرون كأنهم يعرفون تفاصيل ما يتظاهرون ضده، أي "النموذج الصيني". بالنسبة إلى هؤلاء، هو "نموذج" مجاعة ستينيات القرن الماضي وملايين ضحاياها، و"نموذج" تصفيات "الثورة الثقافية" وملايين قتلاها أيضاً، و"نموذج" أحداث تيانانمين، وأخيراً "نموذج" بلد يموت فيه عمّاله في المصانع وفي مناجم الفحم الحجري "كشربة ماء"، تماماً مثلما كان أسلافهم وأجداد أجدادهم يموتون في رحلة مئة عام من بناء سور الصين العظيم.
هم مراهقون وطلاب يتحسسون أجسادهم يومياً قبل التوجه إلى جامعاتهم ومدارسهم، للتأكد من أنهم لا يزالون قادرين على الكلام بحرية، وكتابة تدويناتهم كيفما يشاؤون على كومبيوتراتهم، بعكس أحوال "أهل الصين" الذين اعتُقل عدد كبير منهم منذ بدء احتجاجات هونغ كونغ بتهمة وضع صور وأخبار على "فايسبوك"، تتعلق بـ"ثورة المظلات" هناك. طلاب هذا الاقليم الضيّق، الذي يعيش فيه أكثر من سبعة ملايين شخص، لا يطالبون بالاستقلال كالتيبيت وباقي الأقاليم الصينية الانفصالية، بل ببساطة، يريدون البقاء بعيداً سياسياً عن بيكين، المصرّة على اختيار مرشحي انتخابات رئاسة الحكومة المقررة في عام 2017.
أغلب الظن أن هؤلاء الفتية والفتيات من جيل ما بعد 1997 تاريخ انتهاء الولاية البريطانية على الإقليم الصيني، يدركون أنهم ضحية يومية لوحش استغلال الرأسمالية الذي يلتهمهم، لكنهم يقولون، جهاراً، فلتأكلنا الرأسمالية ونحن قادرون على الكلام وعلى التعبير عن أنها تأكلنا، بدل أن تلتهمنا الرأسمالية نفسها لكن بطرازها الشيوعي الصيني، ونحن ممنوعون حتى عن وصف آلية التوحش تلك.
عند النظر في صور الوكالات الآتية من هونغ كونغ عن المراهقين المتظاهرين في الشوارع، بمظلاتهم وبشعارهم "احتلّوا الوسط" (التجاري)، يتأكد المراقب أن هؤلاء الطلاب يعرفون الكثير عن تجربة آبائهم وأجدادهم وجيرانهم في المواطنية مع الحكم الصيني. على صغر سنّ هؤلاء، وقائدهم جوشوا وونغ (17 عاماً!)، يظهرون كأنهم يعرفون تفاصيل ما يتظاهرون ضده، أي "النموذج الصيني". بالنسبة إلى هؤلاء، هو "نموذج" مجاعة ستينيات القرن الماضي وملايين ضحاياها، و"نموذج" تصفيات "الثورة الثقافية" وملايين قتلاها أيضاً، و"نموذج" أحداث تيانانمين، وأخيراً "نموذج" بلد يموت فيه عمّاله في المصانع وفي مناجم الفحم الحجري "كشربة ماء"، تماماً مثلما كان أسلافهم وأجداد أجدادهم يموتون في رحلة مئة عام من بناء سور الصين العظيم.
هم مراهقون وطلاب يتحسسون أجسادهم يومياً قبل التوجه إلى جامعاتهم ومدارسهم، للتأكد من أنهم لا يزالون قادرين على الكلام بحرية، وكتابة تدويناتهم كيفما يشاؤون على كومبيوتراتهم، بعكس أحوال "أهل الصين" الذين اعتُقل عدد كبير منهم منذ بدء احتجاجات هونغ كونغ بتهمة وضع صور وأخبار على "فايسبوك"، تتعلق بـ"ثورة المظلات" هناك. طلاب هذا الاقليم الضيّق، الذي يعيش فيه أكثر من سبعة ملايين شخص، لا يطالبون بالاستقلال كالتيبيت وباقي الأقاليم الصينية الانفصالية، بل ببساطة، يريدون البقاء بعيداً سياسياً عن بيكين، المصرّة على اختيار مرشحي انتخابات رئاسة الحكومة المقررة في عام 2017.
أغلب الظن أن هؤلاء الفتية والفتيات من جيل ما بعد 1997 تاريخ انتهاء الولاية البريطانية على الإقليم الصيني، يدركون أنهم ضحية يومية لوحش استغلال الرأسمالية الذي يلتهمهم، لكنهم يقولون، جهاراً، فلتأكلنا الرأسمالية ونحن قادرون على الكلام وعلى التعبير عن أنها تأكلنا، بدل أن تلتهمنا الرأسمالية نفسها لكن بطرازها الشيوعي الصيني، ونحن ممنوعون حتى عن وصف آلية التوحش تلك.