لم يكتف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالشروع في شن ضربات جوية بسورية، أمس الأربعاء، بل جعل نفسه لاعباً أساسياً ضمن جهود العالم للقضاء على ما يسمى "الدولة الإسلامية" (داعش).
الموقع الإخباري الأميركي "دايلي بيست"، اعتبر أنه قد ظهر صانع قرار جديد للحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية ضد "داعش"، موضحاً أن الأمر لا يتعلق بجنرال في وزارة الدفاع الأميركية أو وزير بدمشق أو بغداد، بقدر ما يتعلق بالرئيس الروسي.
وأبرز المقال أن بوتين أمر بشن ضربات جوية، أمس الأربعاء، استهدفت حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، وقدمت الدعم لقوات الدكتاتور السوري، بشار الأسد، مشدداً على أنّ ذلك قوّض إحدى ركائز الجهود الأميركية في القضاء على "داعش"، لاسيما أن واشنطن تدعم ما تصفها بالجماعات "المعتدلة" للحد من نفوذ التنظيم المتطرف.
كما أشار المقال إلى أن التدخل العسكري الروسي يجعل الهدف الثاني المعلن لإدارة الرئيس باراك أوباما، والمتمثل في رحيل الرئيس بشار الأسد، صعباً بعيد المنال.
وذكر الموقع أن الضربات الجوية التي شنتها موسكو في سورية كانت رسالة واضحة لواشنطن، مفادها أنه إذا كانت أميركا ترغب في التخلص من الأسد، أو تشكيل قوة للتغلب على "داعش"، فيتعين عليها أن تجلس على طاولة المفاوضات مع روسيا.
كما لفت المقال إلى أن التبعية الأميركية الجديدة لروسيا قد توسع الهوة بين البلدين حول مستقبل النظام السوري، وكيفية إنهاء الحرب التي دامت لحوالي خمسة أعوام.
في المقابل، أبرز المقال أنّ المعارضة المسلحة السورية التي تلقت تجهيزات عسكرية من الولايات المتحدة الأميركية، أكدت أنها تعرضت لهجمات أمس من قبل القوات الجوية الروسية، مشيرا إلى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا صحة هذه المعلومات.
كما أشار المقال إلى أن الغارات التي استهدفت المعارضة المسلحة التي تدعمها أميركا، تكذب تطمينات سابقة لمسؤولين روس، بمن فيهم فلاديمير بوتين، حول كون الضربات الجوية الروسية تهدف فقط لدعم بشار الأسد ومهاجمة "داعش".
وذكر المقال أن هذا التعهد تبخر من اللحظة الأولى التي حلقت فيها المقاتلات الجوية الروسية فوق الأراضي السورية، لافتاً إلى أن مسؤولين أميركيين أقروا أمس أن الضربات الجوية التي تم شنها حتى الساعة، لا يبدو أنها تستهدف معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية".
اقرأ أيضا: قتلى بالعشرات ودمار بغارات الطائرات الروسية على حمص