وقال القيادي في ائتلاف "دولة القانون" (الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي) محمد العكيلي، إن إقحام العراق في ملف استقبال عناصر تنظيم "داعش" الذين يتم إلقاء القبض عليهم في سورية، يعني تحويل البلاد إلى منطقة متأزمة، موضحا في تصريح صحافي أن تصديرهم إلى العراق قد يتسبب بوجود "غوانتانامو" جديد في البلاد.
وشدد على ضرورة إرسال العناصر الإرهابية إلى بلدانها، والاكتفاء بمحاكمة مقاتلي "داعش" من العراقيين فقط، مطالبا بتكثيف الجهود المناوئة للأفكار المتطرفة التي قد تتغلغل إلى داخل المجتمع العراقي.
وحذر من خطورة التغاضي عن وجود بعض الهشاشة في الأوضاع الأمنية، مؤكدا وجود بعض الجهات التي تريد إرسال الإرهابيين إلى العراق بهدف تحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول، الأمر الذي يولد انعكاسات خطيرة.
وأوضح أن الحكومة العراقية تفاجأت بهذا الملف الذي باغتها في توقيت صعب يتزامن مع تأخر تسمية وزيري الدفاع والداخلية، مبينا أن السلطات العراقية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من عناصر "داعش".
وأضاف أن "قضية داعش ليست محلية بل إقليمية ودولية"، موضحا أن خلايا التنظيم السرطانية تنتشر في دول عدة.
وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي، سعران عبيد، إن عناصر "داعش" الذين يأتون من سورية يتم تسلمهم بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية العراقية، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن القضاء سيتولى مهمة البت في مصيرهم.
يشار إلى أن العراق كان قد تسلم دفعات عدة ضمت عناصر بتنظيم "داعش" من مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) آخرها تم يوم أمس الجمعة، وفقا لمسؤول عسكري في محافظة الأنبار (غربا) قال لـ "العربي الجديد" إن بلاده تسلمت آخر دفعة من مسلحي تنظيم "داعش" العراقيين الذين تمّ اعتقالهم، أو الذين سلّموا أنفسهم لمليشيا "قسد" في بلدة الباغوز الحدودية مع العراق، وذلك تحت إشراف التحالف الدولي.
ولفت إلى أنه جرى نقل هؤلاء المسلحين إلى معسكر احتجاز في قضاء القائم (320 كيلومتراً غربي الرمادي)، ومرجحاً تسلم العراق لمزيد من مقاتلي "داعش" في حال تحقق تقدم عسكري بالمربع الأخير في الباغوز، الذي لا يزال تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
كما قال الرئيس العراقي برهم صالح في وقت سابق إن بلاده بصدد محاكمة 13 فرنسيا تم تسلمهم من "قسد"، مبينا أن القوانين الدولية تتيح محاكمتهم في بلاده، ما دفع نوابا لانتقاد هذه الخطوة، من بينهم عضو مجلس النواب حنين القدو الذي أكد أن أميركا تضغط على حكومة بغداد من أجل قبول جميع عناصر "داعش" من العراقيين والأجانب لتحويل الأراضي العراقية إلى "سجن لنفاياتها"، بحسب قوله.