مع استمرار تكميم الأفواه الذي يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مناطق سيطرته في العراق، يُحاول التنظيم الإيقاع بالجيش العراقي، عبر بثّ أخبار كاذبة عن المعارك على مواقع التواصل، لتقوم وسائل إعلاميّة بنقلها من دون التأكّد من مصدرها.
حسابات رسمية تابعة للقوات الخاصة العراقية والجيش، تناقلت خبراً عن "سقوط أكثر من 400 قتيل وجريح من التنظيم في منطقة "أبو ذويل" جنوب الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد قصف الطائرات العراقية"، ليتبيّن أنّ الخبر كاذب ومصدره مؤيدون لـ"داعش" على وسائل التواصل.
حسابات رسمية تابعة للقوات الخاصة العراقية والجيش، تناقلت خبراً عن "سقوط أكثر من 400 قتيل وجريح من التنظيم في منطقة "أبو ذويل" جنوب الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد قصف الطائرات العراقية"، ليتبيّن أنّ الخبر كاذب ومصدره مؤيدون لـ"داعش" على وسائل التواصل.
وفي هذا السياق، يرى خبير الأمن المعلوماتي صابر الهاشمي أنَّ "تنظيم "داعش" يستخدم الإعلام ببراعة عبر "تويتر" و"فيسبوك"، وقد تمكن من إيقاع كبار الضباط في هذا الفخ وعشرات الحسابات المناصرة للجيش والحشد الشعبي، بعد أن بثّت الخبر الذي حصد آلاف الإعجابات والمشاركات خلال ساعات".
ويقول المختص في الإعلام الحربي، عبد الستار الفراجي، لـ"العربي الجديد" إنَّ الجيش والحشد الشعبي وقعوا للمرة الثانية في فخّ كبير، وصدقوا خبراً مفبركاً نشره عناصر تنظيم "الدولة" زاعمين أنَّ طائرات الجيش، قصفت رتلاً كبيراً خلال استعراض عسكري للتنظيم، في منطقة "أبو ذويل" جنوب الرمادي، ونشروا خرائط مزيفة حددوا فيها تلك المنطقة".
اقرأ أيضاً: "داعش" يُعدم صحافية عراقية في الموصل
هذا الفخّ هو الثاني من نوعه، بعد الأخبار عن معركة "الشجوة" قبل شهر، والتي نشر خبرها المزعوم عددٌ من عناصر التنظيم على موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، لتتسارع عشرات وسائل الإعلام المحلية والصفحات إلى نشره، ليتبين فيما بعد أنه فخّ إعلامي وقع به حتى كبار الضباط في وزارة الدفاع العراقية، وأن لا وجود لمنطقتي "الشجوة" و"أبو ذويل" على خارطة العراق أساساً.
ويوضح المحلل العسكري عبد الجبار الدليمي، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق، أنَّ "تنظيم "داعش" جرّ القوات العراقية إلى أماكن قتل في مناطق أخرى، بهدف الانقضاض عليها إضافةً للسخرية، وهذا ما حصل بالفعل في مناطق الكرمة شرق الفلوجة، والصقلاوية شمالها وزوبع جنوبها، وبيجي في محافظة صلاح الدين، حيث خسر الجيش والحشد المئات من المقاتلين وعشرات الآليات وكميات كبيرة من العتاد والأسلحة المختلفة".
ويختار عناصر تنظيم "داعش" أسماء غريبة ومضحكة في نفس الوقت، لمعارك وهمية كمعركة "الشجوة" وهي باللهجة العراقية وعاء من جلد الخرفان، يستخدمه البدو لصناعة مشتقات الحليب كالجبنة والزبدة وغيرها... ثم معركة "أبو ذويل"، وهو اسم أحد الحيوانات الصحراوية الزاحفة يشبه إلى حدٍ ما حيوان "أبو بريص".
ويرى مختصون أنَّ التنظيم تمكن بوسائل بسيطة من كسر الثقة بوسائل الإعلام المحلية، فلم يعد أحدٌ من العراقيين يصدق الإعلام الحكومي مطلقاً.