مع بداية التحضيرات للدورة الـ12 التي ستنطلق في ديسمبر/كانون الأوّل من هذا العام، عادت الشائعات من جديد لتطال أحد أهم المعالم الثقافية لمدينة دبي، مهرجان دبي السينمائي.
فقد تردّدت في الآونة الأخيرة أقاويل كثيرة حول الاتجاه إلى إلغاء المهرجان بسبب ميزانيته الكبيرة والأعباء المالية الضخمة التي يتمّ تسخيرها احتفاءً بالفنّ السابع في الإمارات، وهو ما نفاه رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة في حديث لـ"العربي الجديد".
وأكّد جمعة أنّ المهرجان مستمرّ، وأنّه على العكس "سيتطوّر إلى الأفضل"، وأنّه حصل "على تمويل للسنوات الخمس المقبلة". وأشار إلى أنّ خطّة المهرجان المستقبلية تكمن في التركيز على دعم السينما وإعطاء المؤسسات الأخرى في دبي والدولة الفرصة لتأخذ مكانها.
وكانت الشائعة نفسها قد تعرّض لها المهرجان مع انطلاق دورته الـ11 في العاشر من ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.
من ناحية ثانية، يؤكّد جمعة على أنّ القائمين على المهرجان "ينشغلون طيلة العام ليقدّموا حدثاً كرنفالياً رائداً ووجبةً سينمائية متنوّعة بتنوّع محتوى الأفلام التي ستشارك في كلّ عام". وتابع: "نحاول من خلال هذا الحدث أن نكمل ما بدأناه في العام 2004، أي أن يكون المهرجان منصّة ثقافية مؤثّرة في السينما العربية وحاضرة بقوّة، وتدعم السينما العربية من ناحية العرض والتمويل والانتشار وتقديمها في الساحة الدولية".
وأكمل جمعة حول صناعة السينما في الإمارت: "المهرجان يُعتبر أيضاً فرصة جيدة لدخول الإمارات ومنطقة الخليج العربي بهذه الصناعة من خلال دعم السينمائيين الإماراتيين والعرب. عدا عن ذلك، فإنّ المهرجان بوابة مفتوحة لتبادل الثقافات بين السينمائيين الإماراتيين والعالميين، خصوصاً أنّنا ندعو كلّ عام أسماءً سينمائية لامعة من ممثّلين ومخرجين ومنتجين وفنيين لديهم شغف السينما".
وحول شغفه وتعلّقه بالسينما بشكلٍ شخصي، خصوصاً أنّ جمعة يشغل مناصب إدارية عديدة في "مدينة دبي للإنترنت"، ومجموعة "سيتي بنك"، و"المنطقة الحرّة في جبل علي"، يؤكّد: "خمسون في المئة من معلوماتي وتفكيري أتت من السينما ومشاهدة الأفلام، وأودّ التصريح بأنّ السينما جعلتني إنساناً أكثر صبراً في الكثير من أمور حياتي، كما جعلتني متفتحاً كثيراً في قبول الآخر".
يُشار إلى أنّ عدد الأفلام التي شاركت في الدورة الماضية من المهرجان وصل إلى 118، تنوّعت بين الروائي الطويل والقصير والأفلام الوثائقية. كما تمّ منح جائزة "تكريم إنجازات الفنانين" إلى الفنان المصري نور الشريف، احتفاءً بمسيرته السينمائية الاستثنائية، وأدواره الماثلة في الذاكرة العربية.