هل رحّل المغرب أتباع فتح الله غولن إلى تركيا؟

01 فبراير 2018
ثماني مدارس تابعة لغولن في المغرب (العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت "فورين أفيرز"، وهي مجلة أميركية تصدر كل شهر عن مجلس العلاقات الخارجية (معهد بحث وتفكير مستقل متخصص في السياسة الخارجية)، أن 14 بلداً من أفريقيا وآسيا والخليج العربي رحّلت إلى تركيا عدداً من أتباع الداعية التركي، فتح الله غولن، المتّهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/ تموز عام 2016.

وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه الحكومة المغربية، رسمياً، عن وجود تدابير لترحيل أتباع غولن في البلاد، خاصة رجال الأعمال والممولين لمدراس "الفاتح" بالبلاد، أكدت "فورين أفيرز" أن المغرب من بين الدول التي قامت بالفعل بترحيل مناصرين لغولن إلى تركيا، وهو ما نفاه خبير مغربي متابع للملف التركي.

وكانت السلطات المغربية قد باشرت، بداية السنة الماضية، بإغلاق مدارس تابعة لجماعة غولن، بعد طلب السلطات التركية من الرباط التصدي لهذه المؤسسات التعليمية، فيما بررت وزارة الداخلية المغربية هذه التدابير بكونها ردة فعل على "الاختلالات المسجلة حيال المقتضيات القانونية والمناهج التعليمية المعمول بها".

وأوردت الداخلية المغربية، حينها، أن المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة "محمد الفاتح"، لمنظرها غولن، "زعيم جماعة الخدمة" التركية، والموجودة في عدد من مدن المملكة، "تجعل من الحقل التعليمي والتربوي مجالاً خصباً للترويج لأيديولوجية هذه الجماعة ومؤسسها، ونشر نمط من الأفكار يتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية".

ويعلّق الدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في السياسة الدينية والجماعات الإسلامية، على هذا الموضوع، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الحكومة التركية نجحت في إقناع الحكومة التي يرأسها حزب "العدالة والتنمية"، حين كان يقودها عبد الإله بنكيران، بإغلاق المدارس التابعة للحركة، وتسليمها إلى وزارة التعليم التركية، مبرزاً أن "تسليم أعضاء الحركة الموجودين في المغرب إلى أنقرة لم يحصل بعد".


وذهب الكنبوري إلى أن "المغرب لا يمكن أن يغامر باعتقال هؤلاء وتسليمهم، إذا لم يتوصل من الحكومة التركية بالأدلة القانونية التي تدينهم، لأن المغرب يتوفر على سمعة جيدة، وهذا الإجراء سوف يمس بملفه الحقوقي، خصوصاً أن الاعتقالات التي يشنها أردوغان داخل تركيا تجد انتقادات واسعة في أوروبا، باعتبارها مساساً بحقوق الإنسان".

ويتوفر المغرب على ثماني مؤسسات تعليمية تابعة لجماعة "الخدمة"، انطلقت أولاها منذ سنة 1994 بمدينة طنجة، قبل أن تتمدد وتتطور، بينما يتم إحداث مدارس أخرى في الرباط وطنجة والجديدة وأغادير وتطوان، كذلك لدى الجماعة مؤسسات ثقافية تم إغلاقها مثل مدارس "الفاتح".


المساهمون