08 أكتوبر 2024
هل تنعقد ورشة البحرين في موعدها؟
فيما لم يتبقّ سوى أسبوع واحد فقط على موعد افتتاح ورشة البحرين، ليس هناك ما يؤكد أن هذه الورشة ستنعقد في موعدها المحدّد، وليس هناك أيضاً ما ينفي احتمال تأجيلها إلى أجل قد يطول، وهذه هي المرة الأولى التي تسود فيها حالة من عدم التأكد، إزاء مستقبل جهد دبلوماسي أميركي معلوم، كان أصحابُه دائماً على يقينٍ تام بأنفسهم، وثقة عميقة بنجاح فعلتهم، إذ يحدّدون الزمان والمكان قبل وقتٍ كافٍ، ويوجهون بطاقات الدعوة للمشاركين، ليس إلا.
قبل نحو شهر من الموعد المقرّر لانعقادها، شكّكت هذه الزاوية الأسبوعية بإمكانية عقد الورشة المرتجلة هذه، وكادت تراهن على موتها من تلقاء ذاتها، وذلك بالاستناد إلى معطياتٍ ضئيلةٍ وإشارات متفرّقة، يقع في موقع القلب منها خواء الفكرة التجريبية القائمة عليها، وعبثية منطقها، وعدمية الدعوة التي لا تحفل برأي الطرف الأساسي المخاطب بها، وقلة عدد الدول المستجيبة لها، فضلاً عن عدم قابلية تحقيق الغاية المنشودة من وراء تقديم العربة على الحصان.
وقبل نحو أسبوع من تاريخ التئام هذه الورشة، العابثة من حيث الشكل والمضمون، والمحمولة على فكرةٍ طائشة، يبدو أننا نقف على مرمى حجر من يوم آخر خائب، في تاريخ صراعٍ طويلٍ، لا قداسة فيه للمواقيت، ولا اعتبار للحقوق، أي أننا الآن أمام عملية دفن جنين ميت في رحم أمه، وبالتالي يمكن المجازفة بالقول إن تلك الشكوك المبكرة إزاء انعقاد هذه الورشة كانت في محلها، خصوصا أن الطاقة الدافعة لها، ناهيك بالمتغيرات اللاحقة، قد أفقدتها قوة الزخم اللازمة لانعقادها.
ليس مجرد تفصيل صغير أن تواصل السلطة الفلسطينية والفصائل وسائر القوى الاجتماعية، في الداخل والخارج، وبقوة الضعف وحده، رفض هذه الورشة من أساسها، بل وحثّ الدول العربية على مقاطعتها. كذلك ليس كل هذا الإحجام الإقليمي والدولي الواسع عن الانخراط في اللعبة، وتلبية هذه الدعوة، على الرغم من قرب أجل انعقادها، مسألةً ثانويةً يمكن تجاهلها، إذ لم تعلن، حتى تاريخه، سوى دولتين عربيتين الاستجابة للورشة، حتى قبل أن تصل إليهما الدعوة، فبدتا كطائريْن مغردين خارج السرب.
ولعل أهم المتغيرات التي قوّضت الورشة قبل أن تبدأ، وهو الأمر الجوهري، ماثل في إخفاق بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، بعد انتخابات كنيست مبكرة، أفرزت تعادلاً حزبياً، أملى على إسرائيل، لأول مرة، إجراء دورة انتخابات ثانية، ما أنتج معطىً لم يكن محسوباً من قبل، ولم يكن في وارد أجندة أميركية، تمت جدولة أولوياتها لخدمة مصالح أعتى الحكومات تطرّفاً في الدولة العبرية، وفي مقدمة ذلك تجاوز الفلسطينيين، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.
كان لافتاً أن يشكك وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في لقاء له مع قادة الجالية اليهودية النافذة في الولايات المتحدة، في جدوى صفقة القرن وفي إمكانية تحقيقها، وهو تشكيك ينسحب بالضرورة على ورشة البحرين، المصمّمة فاتحة تمهيدية لتلك الصفقة التي صاغها صهر الرئيس ترامب بالتعاون مع نتنياهو، ولم تشارك في إعدادها وزارة الخارجية، المنوط بها عادة إدارة سياسة الدولة العظمى في هذه المنطقة، وهذه إشارةٌ بالغة الأهمية، مرسلة إلى سدنة الورشة البحرينية.
ومع أن إسرائيل أعلنت أنها ستحضر هذه الورشة، وذلك بديهي للغاية، إلا أن حكومة نتنياهو تشكو بأعلى الصوت من أنها لم تتلق الدعوة، على الرغم من نفاد الوقت، فيما تتريّث الإدارة الأميركية في توجيه الدعوات، حتى تتأكد من حضور حلفائها العرب، وتحثهم على ذلك سرّاً وجهراً، بل وتسرّب الأخبار عن موافقة كل من الأردن والمغرب ومصر على الحضور، أو قل استعجال الإعلان عن الحضور، علماً أن السلطة الفلسطينية تقول إن هذه الدول المحرجة لم تعطِ موافقتها بعد.
إزاء ذلك، قد تكون أفضل خطوة ممكنة، تبادر إليها واشنطن، وتحفظ بها ماء وجه الدولة العظمى، هي تأجيل حفلة فندق "الفورسيزنز" المنامة إلى موعدٍ يلائم جدول الأعمال الإسرائيلي، إذ ستجري انتخابات الكنيست في أواخر سبتمبر/أيلول، وتتشكّل حكومة، قد لا يرأسها نتنياهو، في أواخر العام الحالي.
قبل نحو شهر من الموعد المقرّر لانعقادها، شكّكت هذه الزاوية الأسبوعية بإمكانية عقد الورشة المرتجلة هذه، وكادت تراهن على موتها من تلقاء ذاتها، وذلك بالاستناد إلى معطياتٍ ضئيلةٍ وإشارات متفرّقة، يقع في موقع القلب منها خواء الفكرة التجريبية القائمة عليها، وعبثية منطقها، وعدمية الدعوة التي لا تحفل برأي الطرف الأساسي المخاطب بها، وقلة عدد الدول المستجيبة لها، فضلاً عن عدم قابلية تحقيق الغاية المنشودة من وراء تقديم العربة على الحصان.
وقبل نحو أسبوع من تاريخ التئام هذه الورشة، العابثة من حيث الشكل والمضمون، والمحمولة على فكرةٍ طائشة، يبدو أننا نقف على مرمى حجر من يوم آخر خائب، في تاريخ صراعٍ طويلٍ، لا قداسة فيه للمواقيت، ولا اعتبار للحقوق، أي أننا الآن أمام عملية دفن جنين ميت في رحم أمه، وبالتالي يمكن المجازفة بالقول إن تلك الشكوك المبكرة إزاء انعقاد هذه الورشة كانت في محلها، خصوصا أن الطاقة الدافعة لها، ناهيك بالمتغيرات اللاحقة، قد أفقدتها قوة الزخم اللازمة لانعقادها.
ليس مجرد تفصيل صغير أن تواصل السلطة الفلسطينية والفصائل وسائر القوى الاجتماعية، في الداخل والخارج، وبقوة الضعف وحده، رفض هذه الورشة من أساسها، بل وحثّ الدول العربية على مقاطعتها. كذلك ليس كل هذا الإحجام الإقليمي والدولي الواسع عن الانخراط في اللعبة، وتلبية هذه الدعوة، على الرغم من قرب أجل انعقادها، مسألةً ثانويةً يمكن تجاهلها، إذ لم تعلن، حتى تاريخه، سوى دولتين عربيتين الاستجابة للورشة، حتى قبل أن تصل إليهما الدعوة، فبدتا كطائريْن مغردين خارج السرب.
ولعل أهم المتغيرات التي قوّضت الورشة قبل أن تبدأ، وهو الأمر الجوهري، ماثل في إخفاق بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، بعد انتخابات كنيست مبكرة، أفرزت تعادلاً حزبياً، أملى على إسرائيل، لأول مرة، إجراء دورة انتخابات ثانية، ما أنتج معطىً لم يكن محسوباً من قبل، ولم يكن في وارد أجندة أميركية، تمت جدولة أولوياتها لخدمة مصالح أعتى الحكومات تطرّفاً في الدولة العبرية، وفي مقدمة ذلك تجاوز الفلسطينيين، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.
كان لافتاً أن يشكك وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في لقاء له مع قادة الجالية اليهودية النافذة في الولايات المتحدة، في جدوى صفقة القرن وفي إمكانية تحقيقها، وهو تشكيك ينسحب بالضرورة على ورشة البحرين، المصمّمة فاتحة تمهيدية لتلك الصفقة التي صاغها صهر الرئيس ترامب بالتعاون مع نتنياهو، ولم تشارك في إعدادها وزارة الخارجية، المنوط بها عادة إدارة سياسة الدولة العظمى في هذه المنطقة، وهذه إشارةٌ بالغة الأهمية، مرسلة إلى سدنة الورشة البحرينية.
ومع أن إسرائيل أعلنت أنها ستحضر هذه الورشة، وذلك بديهي للغاية، إلا أن حكومة نتنياهو تشكو بأعلى الصوت من أنها لم تتلق الدعوة، على الرغم من نفاد الوقت، فيما تتريّث الإدارة الأميركية في توجيه الدعوات، حتى تتأكد من حضور حلفائها العرب، وتحثهم على ذلك سرّاً وجهراً، بل وتسرّب الأخبار عن موافقة كل من الأردن والمغرب ومصر على الحضور، أو قل استعجال الإعلان عن الحضور، علماً أن السلطة الفلسطينية تقول إن هذه الدول المحرجة لم تعطِ موافقتها بعد.
إزاء ذلك، قد تكون أفضل خطوة ممكنة، تبادر إليها واشنطن، وتحفظ بها ماء وجه الدولة العظمى، هي تأجيل حفلة فندق "الفورسيزنز" المنامة إلى موعدٍ يلائم جدول الأعمال الإسرائيلي، إذ ستجري انتخابات الكنيست في أواخر سبتمبر/أيلول، وتتشكّل حكومة، قد لا يرأسها نتنياهو، في أواخر العام الحالي.
مقالات أخرى
01 أكتوبر 2024
24 سبتمبر 2024
17 سبتمبر 2024