هل تطلب القاهرة وساطة واشنطن لإنهاء أزمة سد النهضة؟

19 فبراير 2018
ترامب والسيسي في لقاء سابق (Getty)
+ الخط -

فتح استقبال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الإثنين، لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي، إد روس، والنائب الجمهوري، بول كوك، عضو اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الباب واسعاً أمام العديد من التساؤلات بشأن تحركات مصرية جديدة في ملف سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعدما تطرق النقاش لأزمة السد.

وكشف مصدر دبلوماسي مصري لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة تفكر في اللجوء لما وصفه بـ"الحليف الأميركي" للعب دور لدى إثيوبيا بشان سد النهضة، وإقناع أديس أبابا بالاستجابة للملاحظات المصرية بشأن السد، وكذلك إقناع الخرطوم بوجهة النظر المصرية، في ظل مساعي السودان لعلاقات أفضل مع واشنطن، قائلاً: "الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ كبير لدى النظام الإثيوبي الحاكم، وبإمكانها الضغط في إطار مصالحها المتبادلة مع القاهرة، خاصة بعد رفض كل من السودان وإثيوبيا مطلبًا مصريًا بإشراك البنك الدولي كوسيط في مفاوضات السد".

وكان مقرراً عقد اجتماع في الخرطوم يضم وزراء خارجية ومياه ورؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، يومي 24 و25 من الشهر الجاري، قبل أن تطلب أديس أبابا تأجيل الاجتماع في ضوء الأزمة السياسية التي تعيشها بعد تقديم رئيس الوزراء، هايله ميريام ديسالين، استقالته أخيراً.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، إن رئيس اللجنة أعرب عن تفهمه الكامل للتحدي الذي تواجهه مصر في ملف مياه النيل، على ضوء اعتمادها عليها كمصدر وحيد للمياه العذبة، مستفسراً عن تطورات موضوع سد النهضة، والدور الذى يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به لمساعدة مصر وإثيوبيا والسودان على التوصل إلى التفاهمات المطلوبة، مضيفاً أن شكري استعرض تقييم مصر لهذا الموضوع بشكل مفصل مع الوفد الأميركي.


وأوضح أبو زيد أن شكري أجاب عن استفسارات النواب حول الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مصر، والاستعدادات الجارية للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتابع أبو زيد أن اللقاء شهد نقاشاً مطولاً حول العلاقات المصرية الأميركية، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف الجوانب، لافتاً إلى أن الوزيرالمصري "حرص على إحاطة وفد الكونغرس بمختلف أوجه التطور الذى يشهده المجتمع المصرى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً"، وعلى أهداف ونتائج العملية الشاملة "سيناء 2018"، وما يقوم به الجيش المصري في مجال مكافحة الإرهاب.

وكشف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن النائب روس أكد أن الولايات المتحدة تقدر دور مصر في حربها ضد الإرهاب، وأنها مستعدة كل الاستعداد لتقديم الدعم لمصر كي تنتصر في هذه المواجهة.

وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً عدداً من قضايا الشرق الأوسط، حيث استفسر وفد الكونغرس عن تقييم وزير الخارجية للأوضاع في ليبيا وتطورات الملف السوري، مشيراً إلى أن شكري استعرض رؤية مصر تجاه الأوضاع في ليبيا وكيفية التعامل معها، وتطورات الأزمة السورية وأولوية التعامل مع بعدها الإنساني.