توقعت مصارف غربية أن تصل أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة إلى 80 دولاراً للبرميل، وربما يحدث ذلك بنهاية الربع الجاري من العام، ومن بين هذه المصارف "بنك أميركا ـ ميريل لينش" و"غولدمان ساكس" الأميركيان في تحليلهما الأخير لسوق النفط الصادر في الأسبوع الماضي.
كذلك توقع مصرف باركليز البريطاني الأسبوع الماضي ارتفاع أسعار النفط خلال العام الجاري، لكن توقعاته كانت متواضعة جداً مقارنة بنظرائه الأميركان.
وكان سعر خام برنت قد تجاوز سعر 75 دولاراً للبرميل لأول مرة في التعاملات الصباحية التي جرت في لندن أمس الثلاثاء.
لكنّ المصرفين "غولدمان ساكس" و"بنك أميركا ميريل لينش"، استبعدا أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، حسب ما توقعت مصادر سعودية. ويرى محللون في تقييمهم للسوق النفطية أن عوامل عدة، منها المخاطر الجيوسياسية وعوامل الإمداد، تتفاعل لمصلحة زيادة أسعار النفط.
وفي الصدد ذاته، وحسب نشرة "أويل برايس" الأميركية، يقول محللون "من المتوقع أن يظل الطلب على النفط مرتفعاً خلال العام الجاري، وأن سعر النفط ربما يصل إلى 80 دولاراً".
وتساعد معدلات النمو الاقتصادي المرتفع في أميركا والصين ودول الاتحاد الأوروبي على تعزيز طلب النفط، في وقت تواصل فيه منظمة "أوبك" والمنتجون خارجها التقيد الصارم بخطة خفض الإمدادات.
وكانت منظمة "أوبك" والمنتجون خارجها، وعلى رأسهم روسيا، قد اتفقوا العام الماضي على خفض 1.8 مليون برميل يومياً من الإنتاج بهدف امتصاص التخمة النفطية.
وترى المصارف الاستثمارية أن هذا السعر المرتفع، المتوقع له 80 دولاراً، لن يحدث بسبب عوامل أسس العرض والطلب، وإنما بسبب التوترات الجيوسياسية التي ستدفع كبار المضاربين إلى شراء العقود المستقبلية، خوفاً من المفاجآت السياسية أو المواجهات العسكرية المحتملة بين واشنطن وموسكو أو تطور الأحداث في سورية.
وفي الصدد ذاته، قال بنك "إيه.إن.زد" النيوزيلندي، "أسعار الخام حالياً عند أعلى مستوياتها في ثلاثة أعوام، الأمر الذي يرجع إلى المخاوف المستمرة بشأن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهي مصدر نحو نصف إمدادات النفط العالمية".
أما وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، فيرى أن سعر النفط سيصل إلى 80 دولاراً بنهاية الشهر الحالي.
من جانبه يرى وزير النفط العماني، محمد بن حمد الرميحي، أن "سعراً للنفط يراوح بين 65 و75 دولاراً للبرميل سيكون أكثر واقعية لما تبقى من هذا العام".
ويضيف الرميحي، في تعليقات نقلتها قناة "سي إن بي سي" التلفزيونية الأميركية، أن: "الأسعار ليست في وضع سيئ". وحسب توقعات مصرف "غولدمان ساكس" الأميركي، فإن زيادة الطلب النفطي، وما يحدث من اختناق في الإنتاج في حقول برمين الأميركية الغنية بالنفط الصخري سيكون أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع اسعار النفط.
وكانت الأسواق تتوقع أن يتمكن النفط الصخري الأميركي من تلبية أي نقص في الطلب على النفط التقليدي، سواء في أوبك أو خارجها، ولكن ثبت أن النفط الصخري يعاني حالياً من مشاكل فنية على رأسها النقص في المضخات اللازمة للإنتاج، بعد عمليات التكسير الهيدروليكي للصخور المحتوية على النفط.
وفي هذا الاتجاه، قال الخبير في شركة "كونفلوانس إنفستمنت" بيل أوغرادي: "إن المحرك لهذا الارتفاع هو التقرير الأميركي حول المخزونات، الذي أظهر تراجعاً في احتياطات الخام والمنتجات النفطية المكررة".
وحسب رويترز، ارتفع خام برنت للجلسة السادسة على التوالي أمس الثلاثاء، ليسجل أعلى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 متجاوزا 75 دولاراً للبرميل. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 75.27 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.
وفي الجلسة الصباحية بلغ خام برنت 75.07 دولاراً للبرميل بارتفاع 36 سنتاً أو ما يوازي 0.5% عن آخر إغلاق. وخام برنت هو الخام الذي تقاس عليه معظم خامات المنطقة العربية الخفيفة.
وتمثل المكاسب التي سجلها برنت على مدى ستة أيام متتالية أطول موجة صعود من نوعها منذ ديسمبر/كانون الأول، إذ زادت الأسعار أكثر من 20% من أدنى مستوياتها في 2018 التي سجلتها في فبراير/ شباط.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69.17 دولاراً للبرميل في التعاملات الآجلة بارتفاع 53 سنتاً أو 0.8% عن آخر تسوية. وكان خام غرب تكساس قد ارتفع يوم الخميس الماضي، لأعلى مستوى منذ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 عند 69.56 دولاراً للبرميل.
ويذكر أنه بسبب المشاكل السياسية والاضطرابات التي تسود في فنزويلا من المتوقع أن ينخفض إنتاجها إلى نحو 1.1 مليون برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة، حسب تقرير مصرف باركليز البريطاني.