هل الكوابيس مضرة بالصحة؟...هذا جواب العلم

17 أكتوبر 2018
تكشف الكوابيس مخاوفنا (كريس فاغا/NurPhoto/Getty)
+ الخط -



قد تُصاب بالذعر بسبب كابوس بشع ليلاً، لكن الخبراء الذين يدرسون الكوابيس يقولون إن هذا السيناريو من الأحلام سيئ للغاية. وتنقل مجلة "تايم" عن أستاذ الطب النفسي بجامعة مونتريال ومدير مختبر الحلم والكوابيس، تور نيلسن، أنها يمكن أن تسبب مشكلة صحية حقيقية.


الكوابيس: مشاكل صحية ونفسية
تأتي الكوابيس في جميع الأشكال والأحجام، يقول نيلسن، والعواطف التي يشعر بها الحالم هي تلك التي تمثل الرعب والاشمئزاز والضيق. ولهذا السبب، عندما تكون الكوابيس متكررة ومؤلمة، فإنها يمكن أن تسبب مشكلة صحية حقيقية.

ويقول الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة ولاية ميسيسيبي، مايكل نادادور: "عندما يكون لديك الكثير من الكوابيس، أي ما يقرب من واحد كل ليلة، يمكن أن يؤدي هذا إلى التوتر والأرق. الاستيقاظ مصدوماً هو ميزة مشتركة أخرى لاضطراب الكابوس الإكلينيكي".

ويضيف "بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشاكل كبيرة مع الكوابيس، من الشائع أيضاً أن يحاول هؤلاء الأفراد بنشاط تجنب النوم لتجنب التعرض للكوابيس، وغالباً لا ينامون لبقية الليل".

ويقول إن هذا النقص في النوم له آثار سيئة على صحة الشخص، إذ يمكن أن يؤدي ضعف النوم المزمن إلى مجموعة كاملة من مشاكل الصحة العقلية والجسدية، بما في ذلك الاكتئاب وأمراض القلب، كما تربط الأبحاث الكوابيس بالأفكار والمحاولات الانتحارية.

وتميل الكوابيس إلى الظهور بشكل أكبر لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب والقلق وغيرها من اضطرابات الصحة العقلية. كما أظهرت الأبحاث أن علاج كوابيس الشخص يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في نومه، والإجهاد المرتبط بالاضطرابات الناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة، وغير ذلك من اضطرابات الصحة العقلية المرتبطة بالانتحار. وكل ذلك يشير إلى أن الكوابيس ليست مجرد أثر جانبي.

الكوابيس ليست كلها سيئة
لكن في المقابل توصلت الأبحاث إلى أن الكوابيس يمكن أن تساعد بعض الناس على تعلم إدارة التوتر بشكل أفضل. يقول نيلسن: "لقد عرَّفنا منذ زمن فرويد أن مخاوفنا الحالية تنعكس في أحلامنا. يمكن تسجيل الأحلام السيئة والعمل من خلالها مع المعالج أن يكشف عن الروابط العاطفية للكابوس مع الحياة اليومية. ويقول إنه يبدو أن تحليل الأحلام طريقة مشروعة للحصول على أفكار شخصية حول مشاعرنا ومخاوفنا.

كما قد تعمل الكوابيس أيضاً كنوع من "العلاج التعويضي" المدمج، والذي يعتبر الآن المعيار الذهبي لمعالجة العديد من حالات الرهاب وبعض الحالات المرتبطة بالاضطرابات النفسية الناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة.

وعلى سبيل المثال، إذا كان شخص ما مرعوباً من الكلاب، فقد يتضمن علاج التعرض للضوء بعض الوقت في غرفة مع مستشار نفسي وكلب، ومن خلال مواجهة مصدر خوفه في بيئة آمنة، يتعلم الشخص إدارة هذا الخوف. 

دلالات
المساهمون