هل اطمأنّ السوريون في تركيا بعد نجاح "العدالة والتنمية"؟

08 ابريل 2014
لاجئون سوريون في أنطاكيا الشهر الماضي (getty)
+ الخط -

تبدّد خوف السوريين المقيمين في تركيا، بعد نجاح حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية يوم الأحد الماضي، لجهة طردهم أو ربط وجود نحو مليوني لاجئ بإقامة وشروط قانونية، كما روّجت بعض أحزاب المعارضة ورئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كيليتش دار أوغلو قبل الانتخابات، ليخسر السوريون، لو لم ينجح حزب "العدالة والتنمية"، "الأخ الشمالي الذي آواهم ووجدوا فيه ملاذاً من الموت"، على حد تعبير عدنان فاضل (45 سنة).

فاضل، الذي سكنه الخوف من الترحيل كما يقول لـ"العربي الجيد"، سعى قبيل الانتخابات، إلى قوننة وجوده على الأراضي التركية، فسعى للحصول على إقامات سنوية له ولأفراد أسرته، ودفع أكثر من 1200 ليرة تركية (600 دولار) وقطعها من لقمة أولاده.

ويقول فاضل "كان وجودنا هنا على كف عفريت، لذا فرحنا بنجاح (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) أردوغان رغم أننا ضيوف، لأنه يدعم السوريين ويكفي أنه قال لنا أنتم المهاجرون ونحن الأنصار". صحيح أن العيشة في تركيا مرتفعة بالنسبة للسوريين، "ولكننا بدأنا بالعمل، ورغم معاناتنا، لكن تركيا حقّقت لنا الأمان، وتقدم لنا ميزات على صعيد تعليم أولادنا وطبابتهم، لم نجدها في بلدان الأشقاء".

لكن، كيف نظر "ممثّل السوريين" في تركيا إلى فوز "العدالة والتنمية" في الانتخابات، ولماذا لم يقدم "الائتلاف الوطني" للسوريين لللاجئين إلى تركيا، احتياجاتهم، وهم ــ السوريون ــ السبب في حصوله على المعونات وحتى الضوء والشهرة التي حققها أعضاؤه؟

يجيب عضو "الائتلاف" محمد الدندل بأن "العدالة والتنمية" وأردوغان دعموا الثورة، ومعظم مؤتمرات المعارضة في اسطنبول كانت وبرعاية تركيا، بصرف النظر عمّن يجتمع، إذ أخذت الحكومة التركية مسافة واحدة من أطياف المعارضة، بشكل علني على الأقل، ما أتاح مجالاً للمعارضة للعمل وتشكيل كياناتها التي كان آخرها إعلان أنقرة أن نجاح "العدالة والتنمية" سينعكس ايجاباً علينا، "ونحن مطمئنون على كل المستويات، السياسية والإنسانية".

وعن اللاجئين، يرى الدندل أن حالهم في تركيا هو الأفضل مقارنة بباقي دول الجوار، مشيراً إلى وجود "تسهيلات لقضايا العمالة والحصول على تراخيص وتجاوز بعض القوانين ما أدى إلى تنامي الاستثمارات لبعض السوريين وزاد احتواء جزء كبير من الشعب التركي، من الاطمئنان للاجئين، إلى جانب التسهيل الحكومي، لأن جزءاً كبيراً من الأتراك لم ينظروا إلى السوريين كحالة ضاغطة أو منافسين، وذلك لاعتبارات عديدة، منها نظرة الأتراك للسوريين كمسلمين، والتعاطف مع ثورتهم وكبر مساحة الدولة واتساعها للجميع".

ويخلص الدندل إلى أن "الائتلاف" قدّم ما بوسعه للسوريين في تركيا "ضمن امكاناتنا وما تسمح به الظروف، وكان تنسيقنا مستمراً مع الدولة التركية، فلجهة طرد السوريين، لم يكن الأمر وارداً، لأن المسألة كبيرة ومعقدة، فهناك تشابك في العلاقات الاجتماعية والتاريخية، ناهيك عن الجوار وطول الحدود التي لا تسمح لأي حزب سياسي بأن يطرد السوريين، ولكن، رغم أن ورقة السوريين لم تستخدم خلال الانتخابات التركية، لكنني أعتقد أنه لو فازت المعارضة، كان سيختلف التعامل معنا، لنواحي فرض قيود قانونية وتضييق على أقل تقدير".

أما الخبير في الشؤون التركية، المترجم عبد القادر عبد اللي، فيرى بدوره أن السوريين ارتاحوا بعد فوز "العدالة والتنمية"، لكن "العدالة والتنمية لم يرتح تماماً". ويشير عبد اللي إلى أنّ الـ 45,6 في المئة من الأصوات التي حصدها الحزب الحاكم، في مقابل 38,8 في المئة في الانتخابات البلدية الماضية، "ليست نسبة مريحة تماماً للحزب، لأن حزب الشعب الجمهوري أيضاً زاد من نسبة أصواته من 23,1 في المئة إلى 27,8 في المئة، أي 4,6 نقاط".

ويشير عبد اللي، في حديث مع "العربي الجيد"، إلى أن السؤال المهم بالنسبة لـ"العدالة والتنمية" هو "هل يوسع حزبا المعارضة (الشعب الجمهوري، والحركة القومية التركية) تحالفهما في الانتخابات المقبلة؟". ويلفت إلى أنه لو قيل قبل فترة إن هذين الحزبين سيتحالفان "لما كنتُ صدقتُ، ولكن يبدو أن اليأس من تحقيق اختراق في جدار الحزب الحاكم، دفعهما إلى هذا التحالف الغريب" في بلدية أنقرة.

أما عن المخاطر التي تحيط بالسوريين، وخصوصاً بالنسبة لمن هم خارج المخيمات، فيرى عبد اللي، المحاضر في جامعة غازي بالعاصمة أنقرة، أن ما يتهدد السوريين حالياً هو ظاهرة التسول، "إذ باتت رؤية سوريين يحملون ورقة كتب عليها بالتركية: أنا سوري بحاجة للمساعدة، أرجوكم ساعدوني، ظاهرة متفشية إلى درجة كبيرة". وهنا يعرف عن قلقه من أن تقلّب هذه الظاهرة الرأي العام التركي ضد السوريين، عدا ذلك، ليس هناك ما يهدد السوريين من الناحية القانونية" على حد تعبيره.

المساهمون