بعد ارتفاع حدة الانتقادات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الإعلامين التقليدي والجديد وانتشار الصفحات الساخرة منه على مواقع التواصل الاجتماعي، اضطر النظام السوري إلى خلق توازن، من أجل دعم صورته أمام الرأي العام العالمي وطمأنة مؤيديه إزاء مواقفه وأفكاره، لذا أنشأ الجيش الإلكتروني دعماً لوجوده الإعلامي، إذ إن الاكتفاء بالجش المسلح عسكرياً لم يعد كافياً في العصر الحديث.
ووظيفة الجيش الإلكتروني في سورية مختلفة إلى حد ما عن باقي الجيوش الإلكترونية حول
العالم، إذ لا يهدف إلى تبني إيديولوجيا معينة والصراع في سبيلها، بل يملك وظيفة محددة تتمثل في دعم صفحات معينة على شبكة الإنترنت، مثل صفحة رئاسة الجمهورية، والصفحات الإخبارية المسؤولة عن تغطية الأحداث وفق هوى النظام وإتاحتها للعامّة، وطبعاً دعم إعلاميي النظام الأسدي والشخصيات التابعة له غب القطاعات كافة.
لذا دأب هذا الجيش على إنشاء بحر من الصفحات الوهمية في الفضاء السيبراني، وهدفها المبالغة في تمجيد الرئيس السوري و"تضحياته" و"إنجازاته"، وتدور كلها في فلك عبادة الأسد. وبعيداً عن صور رئيس النظام، يبادر القيمون على هذه الصفحات إلى نشر صور فتيات جميلات، في محاولة لجذب المزيد من الأصدقاء والمتابعين الافتراضيين.
ولا تنحصر مهام جيش الأسد الإلكتروني بهذا الحدّ، بل كُلفت بمهمات أمنية معينة، مثل اختراق صفحات إلكترونية تابعة للمعارضة السورية، وتدوين الآراء وكتابة التقارير الأمنية. وقد نجحت هذه الخطة في إسكات كتّاب وناشطي الداخل عبر صفحات موقع "فيسبوك" على سبيل المثال".
القائمون على هذه الصفحات راقبوا صفحات المعارضة السورية ومنشوراتها العامة، واصطادوا كل من يدعم صفحة من هذه الصفحات، وقدموه على طبق من ذهب إلى لفروع الأمنية السورية. لذا، بعد مرور ست سنوات على اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار عام 2011، لم يتبق من هذه الصفحات التابعة لنظام الأسد إلا القليل، لأن النظام أوقف دعمه لها، وانحصرت مهامها في مشاركة خطابات بشار الأسد وتصريحاته ونشرها على النطاق الأوسع على شبكة الإنترنت.
إذ إن النظام السوري لم يعد يأبه بصورته الإعلامية أمام العالم، بعد تعاظم وحشيته وجرائمه التي نقلتها وسائل الإعلام حول العالم، ونشر أسلوبه العنيف الرعب في نفوس القريبين والبعيدين، ما أدّى إلى تراجع النقاش السياسي إلى حد ما على صفحات التواصل الاجتماعي المتاحة للعامة، تحسباً لبطشه وأذيته، إذ اعتبر الكثيرون أن منشورات في الفضاء السيبراني لن تؤثر في نظام فقد إنسانيه، بل قد تؤدي إلى فقدانهم حياتهم، وهكذا فعل الخوف فعلته، وأراح الجيش الإلكتروني إلى حد ما.
وحين التقت "العربي الجديد" أشخاصاً جندهم النظام السوري وأعوانه في إنشاء صفحات إلكترونية وهمية، أفادوا بأنهم عاطلون من العمل منذ نحو عامين، مشيرين إلى أن النظام اكتفى بمجموعة معينة من الأشخاص مهمتهم وضع الإعجابات Likes على أحداث معينة أو مواقف بارزة يريد إظهارها إلى الرأي العام العالمي، أما أسطورة الجيش الإلكتروني التابع للنظام السوري فقد انتهت، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سورية، إذ لم تبخل شركات روسية إلكترونية وإعلامية في دعم الأسد في الفضاء السيبراني، مطلقة آلاف الصفحات الوهمية، وهكذا استغنى النظام عن أذرعه السورية في هذا المجال.
الصفحات الوهمية خاضت حرب النظام ضد آراء الناس العاديين، وقيدت الفضاء الإلكتروني وسممته بالحسابات الافتراضية المسيرة، لكن هذا الحال قد لا يستمر طويلا، وكذلك الاتكال على تطوير تدابير الخصوصية والحماية على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقــرأ أيضاً
ووظيفة الجيش الإلكتروني في سورية مختلفة إلى حد ما عن باقي الجيوش الإلكترونية حول
العالم، إذ لا يهدف إلى تبني إيديولوجيا معينة والصراع في سبيلها، بل يملك وظيفة محددة تتمثل في دعم صفحات معينة على شبكة الإنترنت، مثل صفحة رئاسة الجمهورية، والصفحات الإخبارية المسؤولة عن تغطية الأحداث وفق هوى النظام وإتاحتها للعامّة، وطبعاً دعم إعلاميي النظام الأسدي والشخصيات التابعة له غب القطاعات كافة.
لذا دأب هذا الجيش على إنشاء بحر من الصفحات الوهمية في الفضاء السيبراني، وهدفها المبالغة في تمجيد الرئيس السوري و"تضحياته" و"إنجازاته"، وتدور كلها في فلك عبادة الأسد. وبعيداً عن صور رئيس النظام، يبادر القيمون على هذه الصفحات إلى نشر صور فتيات جميلات، في محاولة لجذب المزيد من الأصدقاء والمتابعين الافتراضيين.
ولا تنحصر مهام جيش الأسد الإلكتروني بهذا الحدّ، بل كُلفت بمهمات أمنية معينة، مثل اختراق صفحات إلكترونية تابعة للمعارضة السورية، وتدوين الآراء وكتابة التقارير الأمنية. وقد نجحت هذه الخطة في إسكات كتّاب وناشطي الداخل عبر صفحات موقع "فيسبوك" على سبيل المثال".
القائمون على هذه الصفحات راقبوا صفحات المعارضة السورية ومنشوراتها العامة، واصطادوا كل من يدعم صفحة من هذه الصفحات، وقدموه على طبق من ذهب إلى لفروع الأمنية السورية. لذا، بعد مرور ست سنوات على اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار عام 2011، لم يتبق من هذه الصفحات التابعة لنظام الأسد إلا القليل، لأن النظام أوقف دعمه لها، وانحصرت مهامها في مشاركة خطابات بشار الأسد وتصريحاته ونشرها على النطاق الأوسع على شبكة الإنترنت.
إذ إن النظام السوري لم يعد يأبه بصورته الإعلامية أمام العالم، بعد تعاظم وحشيته وجرائمه التي نقلتها وسائل الإعلام حول العالم، ونشر أسلوبه العنيف الرعب في نفوس القريبين والبعيدين، ما أدّى إلى تراجع النقاش السياسي إلى حد ما على صفحات التواصل الاجتماعي المتاحة للعامة، تحسباً لبطشه وأذيته، إذ اعتبر الكثيرون أن منشورات في الفضاء السيبراني لن تؤثر في نظام فقد إنسانيه، بل قد تؤدي إلى فقدانهم حياتهم، وهكذا فعل الخوف فعلته، وأراح الجيش الإلكتروني إلى حد ما.
وحين التقت "العربي الجديد" أشخاصاً جندهم النظام السوري وأعوانه في إنشاء صفحات إلكترونية وهمية، أفادوا بأنهم عاطلون من العمل منذ نحو عامين، مشيرين إلى أن النظام اكتفى بمجموعة معينة من الأشخاص مهمتهم وضع الإعجابات Likes على أحداث معينة أو مواقف بارزة يريد إظهارها إلى الرأي العام العالمي، أما أسطورة الجيش الإلكتروني التابع للنظام السوري فقد انتهت، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سورية، إذ لم تبخل شركات روسية إلكترونية وإعلامية في دعم الأسد في الفضاء السيبراني، مطلقة آلاف الصفحات الوهمية، وهكذا استغنى النظام عن أذرعه السورية في هذا المجال.
الصفحات الوهمية خاضت حرب النظام ضد آراء الناس العاديين، وقيدت الفضاء الإلكتروني وسممته بالحسابات الافتراضية المسيرة، لكن هذا الحال قد لا يستمر طويلا، وكذلك الاتكال على تطوير تدابير الخصوصية والحماية على مواقع التواصل الاجتماعي.