أثار إعلان الداعية المصري محمد جبريل، الإمام السابق لمسجد عمرو بن العاص، تبرعه بمبلغ ثلاثة ملايين جنيه (168 ألف دولار تقريباً)، لصالح صندوق "تحيا مصر"، الذي يخضع للإشراف المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، العديد من التساؤلات حول إرغامه على التبرع للنظام الحاكم مقابل أمنه الشخصي، على ضوء تعرضه للتضييق الأمني على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، واحتجازه أخيراً لساعات طويلة في مطار القاهرة أثناء عودته من بريطانيا.
وكتب جبريل، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مساء الأحد: "إلى حبة القلب مصر الغالية، فإنه معلوم لِذِي كل عين بصيرة، بأنني أحب بلدي حباً جمّاً، وأنتمي إليها قلباً وقالباً، وأفديها بدمي وروحي، وأحب من يحبها، وأعادي من يعاديها... وبناءً عليه، فإنني أعلن عن تبرعي بمبلغ (ثلاثة ملايين جنيه نقداً) لبلدي مصر حسبة لله، ثم حباً لها ولأهلها، وللظروف التي تمر بها البلاد".
وأضاف جبريل في تدوينة له: "الصدقة تدفع سراً وعلانية كما قال ربنا في كتابه (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وعلى الله القبول وهو المخلف... وأدعو الله أن يحفظ مصر وأهلها من مكر كل ماكر، وحسد كل حاسد، وعداوة كل عدو، ومن جميع المهالك والمضارّ والمعاصي والحرام والضلال... واجعلها يا ربنا في كنفك وضمانك واحة للأمن والأمان والسلم والسلام، سخاءً رخاءً وسائر بلاد العرب والمسلمين".
وأثارت تدوينة جبريل حالة من الغضب لدى متابعيه، الذين أكدوا أنه تعرض لضغوط أمنية للتبرع، وإعلان تبرعه، وهو ما رد عليه جبريل في تعليق على تدوينته قائلاً: "الأحباب الكرام، هذا تبرع لبلدي مصر من قلبي، ولا شأن لي بأي كلام آخر (إنما الأعمال بالنيات)، وتعلمنا من الحبيب صلى الله عليه وسلم أن نقول خيراً أو نصمت... والقرآن يقول عن الصدقة (سراً وعلانية) المهم اتركوا النية لله، وجزيتم خيراً، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال".
غير أن حملة الهجوم على جبريل دفعته لكتابة تدوينة لاحقة، قال فيها: "صدق ربنا (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وصدق ربنا (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، وصدق ربنا (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)"، مضيفاً "نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة".
وعلق محمود بدر على تبرع جبريل بالقول: "هل أنت على يقين أن المال سيذهب لفقراء مصر، وأنه لن يذهب إلى مكان آخر، وكان الأولى أن توزع المال على الفقراء"، فيما قال مصطفى الضبع: "واضح أنه ضغط أمني، وأن الشيخ خاضع تحت التهديد الذي أجبره بالنزول إلى مصر، ومن ثم التنازل عن أمواله".
وقال محمد طارق متضامناً مع جبريل: "كلامك صح، وفعلك صح، رغم أننا عارفين سببه، وأنت عارف أكثر مننا... لكنه تصرف صحيح، خصوصاً أن الشعب المسحوق لن يتحرك إذا حدث لك شيء... وكويس إنك فديت نفسك".
بدوره، قال محمد يعقوب: "أنا على يقين أن هذا التبرع بهذه الطريقة، وبهذه القيمة، وفي هذه الظروف، هو دليل أن الشيخ تعرض لابتزاز قوي جداً، ومساومات أثناء عملية اعتقاله من قبل النظام... وقد أجبر الشيخ على هذا التبرع لقاء حريته، وعدم تلفيق تهمة له من التهم الجاهزة".
وقال محمد حسن: "تبرع الشيخ جبريل لصندوق تحيا مصر شيء محزن ومخز جداً، ولكن لا ألومه على فعل هذا... لعل أحدهم أجبره بالقوة!".
في المقابل، قال محمد بركات مستنكراً: "تتبرع لقتل المسلمين، وبناء السجون، وقتل إخواننا في سيناء، وهدم المساجد، والتجرؤ على السنة المشرفة، ودعم العلمانيين، والطعن في العقيدة!"، في حين قالت آلاء عبد الرحمن: "لك أن تفدي نفسك، بعد أن أجبروك على التبرع... بعودتك إلى مصر كان أمامك إما الاعتقال، لأنك في صف الحق، أو أن تتفاهم مع النظام، وتسوي معهم الأمر، وتدفع لهم، أو تنفيذ ما يطلب منك".
غير أن آلاء استدركت قائلة: "حضرتك اخترت سلامة نفسك، وأنت حر ومسؤول عن عملك واختيارك، لكن أن تُعلن على صفحتك أنها تبرع للفقراء، وتقول ربنا عالم بالنيات.. لا، وألف لا، لأنك تعلم علم اليقين أنها لن تصل للفقير، وإنما لجيوب سارقي البلد... يا شيخنا أنت قامة، ونعتز بك، لكنك وقفت في طابور من آثروا سلامتهم عن الجهاد بالكلمة في سبيل نصرة مظلوم"، على حد تعبيرها.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الأمن المصري سراح جبريل بعد احتجازه لمدة 18 ساعة كاملة في مطار القاهرة، عقب عودته من العاصمة البريطانية لندن، من دون أن يكشف لاحقاً أسباب توقيفه في المطار، أو فحوى الأسئلة التي وجهها إليه ضباط جهاز الأمن الوطني المسؤولون على احتجازه.
وفي 15 يوليو/ تموز 2015، أصدر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، قراراً بمنع جبريل من أي عمل داخل المساجد، سواء الإمامة أو إلقاء دروس خاصة، بعد دعائه على "الظالمين" في ليلة السابع والعشرين من رمضان في مسجد عمرو بن العاص، أحد أكبر مساجد مصر، والكائن في منطقة مصر القديمة جنوبي القاهرة، ويرتاده عشرات الآلاف من المصلين.
ودعا جبريل على "الظالمين" وبعض الإعلاميين الذين سماهم "سحرة فرعون"، وكذلك دعا للشباب المأسورين في السجون من المظلومين، وهو ما أثار نظام السيسي وأذرعه الإعلامية آنذاك، الذين شنوا حملة منظمة ضد جبريل، بهدف النيل من سمعته، واتهامه بالانتماء إلى "جماعة الإخوان المسلمين".
وأقام جبريل دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مصر، في 25 يوليو/ تموز 2015، طالب فيها بإلغاء قرار منعه من السفر، الذي فوجئ به أثناء مغادرته البلاد متوجهاً إلى العاصمة البريطانية لندن، ما يعد مخالفاً للدستور المصري، الذي يمنع الاعتداء على الحرية الشخصية في التنقل.
وكتب جبريل، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مساء الأحد: "إلى حبة القلب مصر الغالية، فإنه معلوم لِذِي كل عين بصيرة، بأنني أحب بلدي حباً جمّاً، وأنتمي إليها قلباً وقالباً، وأفديها بدمي وروحي، وأحب من يحبها، وأعادي من يعاديها... وبناءً عليه، فإنني أعلن عن تبرعي بمبلغ (ثلاثة ملايين جنيه نقداً) لبلدي مصر حسبة لله، ثم حباً لها ولأهلها، وللظروف التي تمر بها البلاد".
وأضاف جبريل في تدوينة له: "الصدقة تدفع سراً وعلانية كما قال ربنا في كتابه (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وعلى الله القبول وهو المخلف... وأدعو الله أن يحفظ مصر وأهلها من مكر كل ماكر، وحسد كل حاسد، وعداوة كل عدو، ومن جميع المهالك والمضارّ والمعاصي والحرام والضلال... واجعلها يا ربنا في كنفك وضمانك واحة للأمن والأمان والسلم والسلام، سخاءً رخاءً وسائر بلاد العرب والمسلمين".
Facebook Post |
وأثارت تدوينة جبريل حالة من الغضب لدى متابعيه، الذين أكدوا أنه تعرض لضغوط أمنية للتبرع، وإعلان تبرعه، وهو ما رد عليه جبريل في تعليق على تدوينته قائلاً: "الأحباب الكرام، هذا تبرع لبلدي مصر من قلبي، ولا شأن لي بأي كلام آخر (إنما الأعمال بالنيات)، وتعلمنا من الحبيب صلى الله عليه وسلم أن نقول خيراً أو نصمت... والقرآن يقول عن الصدقة (سراً وعلانية) المهم اتركوا النية لله، وجزيتم خيراً، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال".
غير أن حملة الهجوم على جبريل دفعته لكتابة تدوينة لاحقة، قال فيها: "صدق ربنا (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وصدق ربنا (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، وصدق ربنا (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)"، مضيفاً "نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة".
وعلق محمود بدر على تبرع جبريل بالقول: "هل أنت على يقين أن المال سيذهب لفقراء مصر، وأنه لن يذهب إلى مكان آخر، وكان الأولى أن توزع المال على الفقراء"، فيما قال مصطفى الضبع: "واضح أنه ضغط أمني، وأن الشيخ خاضع تحت التهديد الذي أجبره بالنزول إلى مصر، ومن ثم التنازل عن أمواله".
وقال محمد طارق متضامناً مع جبريل: "كلامك صح، وفعلك صح، رغم أننا عارفين سببه، وأنت عارف أكثر مننا... لكنه تصرف صحيح، خصوصاً أن الشعب المسحوق لن يتحرك إذا حدث لك شيء... وكويس إنك فديت نفسك".
بدوره، قال محمد يعقوب: "أنا على يقين أن هذا التبرع بهذه الطريقة، وبهذه القيمة، وفي هذه الظروف، هو دليل أن الشيخ تعرض لابتزاز قوي جداً، ومساومات أثناء عملية اعتقاله من قبل النظام... وقد أجبر الشيخ على هذا التبرع لقاء حريته، وعدم تلفيق تهمة له من التهم الجاهزة".
وقال محمد حسن: "تبرع الشيخ جبريل لصندوق تحيا مصر شيء محزن ومخز جداً، ولكن لا ألومه على فعل هذا... لعل أحدهم أجبره بالقوة!".
في المقابل، قال محمد بركات مستنكراً: "تتبرع لقتل المسلمين، وبناء السجون، وقتل إخواننا في سيناء، وهدم المساجد، والتجرؤ على السنة المشرفة، ودعم العلمانيين، والطعن في العقيدة!"، في حين قالت آلاء عبد الرحمن: "لك أن تفدي نفسك، بعد أن أجبروك على التبرع... بعودتك إلى مصر كان أمامك إما الاعتقال، لأنك في صف الحق، أو أن تتفاهم مع النظام، وتسوي معهم الأمر، وتدفع لهم، أو تنفيذ ما يطلب منك".
غير أن آلاء استدركت قائلة: "حضرتك اخترت سلامة نفسك، وأنت حر ومسؤول عن عملك واختيارك، لكن أن تُعلن على صفحتك أنها تبرع للفقراء، وتقول ربنا عالم بالنيات.. لا، وألف لا، لأنك تعلم علم اليقين أنها لن تصل للفقير، وإنما لجيوب سارقي البلد... يا شيخنا أنت قامة، ونعتز بك، لكنك وقفت في طابور من آثروا سلامتهم عن الجهاد بالكلمة في سبيل نصرة مظلوم"، على حد تعبيرها.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الأمن المصري سراح جبريل بعد احتجازه لمدة 18 ساعة كاملة في مطار القاهرة، عقب عودته من العاصمة البريطانية لندن، من دون أن يكشف لاحقاً أسباب توقيفه في المطار، أو فحوى الأسئلة التي وجهها إليه ضباط جهاز الأمن الوطني المسؤولون على احتجازه.
وفي 15 يوليو/ تموز 2015، أصدر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، قراراً بمنع جبريل من أي عمل داخل المساجد، سواء الإمامة أو إلقاء دروس خاصة، بعد دعائه على "الظالمين" في ليلة السابع والعشرين من رمضان في مسجد عمرو بن العاص، أحد أكبر مساجد مصر، والكائن في منطقة مصر القديمة جنوبي القاهرة، ويرتاده عشرات الآلاف من المصلين.
ودعا جبريل على "الظالمين" وبعض الإعلاميين الذين سماهم "سحرة فرعون"، وكذلك دعا للشباب المأسورين في السجون من المظلومين، وهو ما أثار نظام السيسي وأذرعه الإعلامية آنذاك، الذين شنوا حملة منظمة ضد جبريل، بهدف النيل من سمعته، واتهامه بالانتماء إلى "جماعة الإخوان المسلمين".
وأقام جبريل دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مصر، في 25 يوليو/ تموز 2015، طالب فيها بإلغاء قرار منعه من السفر، الذي فوجئ به أثناء مغادرته البلاد متوجهاً إلى العاصمة البريطانية لندن، ما يعد مخالفاً للدستور المصري، الذي يمنع الاعتداء على الحرية الشخصية في التنقل.
واختصم جبريل في دعواه، رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، والنائب العام، ووزير الداخلية، ووزير الأوقاف، بصفاتهم الوظيفية، موضحاً أنّه اعتاد التنقل خلال شهر رمضان بين العواصم الإسلامية والغربية، لإمامة الناس في الصلاة بالمساجد الكبرى والمراكز الإسلامية في أوروبا وأميركا، والعودة إلى مصر ﻹمامة المصلين في صلاة القيام الأخيرة في رمضان.
واستطاع جبريل لاحقاً الخروج من مصر. وفي مطلع يوليو/ تموز 2016، دعا مجدداً على "الظالمين"، ولكن هذه المرة من أحد مساجد مدينة ليفربول الإنكليزية، عقب منعه من الصلاة والدعاء في مصر ليلة القدر في رمضان، ما دفعه لتوجيه رسالة، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قائلاً "أحبائي الكرام، لم أتأخر عنكم لأكثر من 25 عاماً متطوعاً، إلا هذه المرة، وأخرى سابقة، وذلك رغماً عني".