ابتسامة صفراء أو ضحكة ممزوجة بالقهر، ردود الفعل هذه سيطرت على أجوبة الذين توجه لهم "العربي الجديد" بالسؤال حول ما إذا كان المقيمون في مخيمات النزوح على الأراضي السورية، سيحتفلون باستقبال عام 2018، فالجميع يتشاركون ذات الهموم التي حرمتهم من التفكير في أي نوع من الاحتفال.
في مخيم الموت في القنيطرة، سخر أبو عبد الله، من السؤال عن شكل استقبال العام الجديد، قائلا، لـ"العربي الجديد": "عن أي احتفال تتحدث؟ منذ 2012 لم نعد نحتفل بأي مناسبات، حتى أن عيد الفطر وعيد الأضحى، يقتصران على صلاة العيد والدعاء بأن يفرج الله كربنا ويعيدنا إلى منازلنا. نحن ننزح طيلة سنوات من مكان إلى آخر بلا طعام ولا ماء ولا دفء، ولا أحد يهتم لأمرنا وكأننا أموات".
ويقول أبو عمر الجولاني، من القنيطرة، لـ"العربي الجديد"، إن العائلات المتواجدة في المخيمات لا يخطر ببالها الاحتفال بأي مناسبة. "هذا لا يحدث لأسباب عديدة، أبسطها أن الناس لا تجد ما تأكله، فضلا عن تدهور أوضاعهم الإنسانية بشكل يومي".
ويؤكد نازح إلى ريف إدلب من ريف حماة الشرقي، لـ"العربي الجديد": "سأحتفل فقط إن حصلت على وجبة طعام من البرغل أو الأرز لعائلتي، وكأس من الشاي لي. منذ مدة لم أعد أذكر لم أتذوق طعم الشاي الساخن"، ثم يتساءل متهكما "بأي يوم تبدأ السنة الجديدة؟".
ويضيف "لماذا نحتفل؟ كل سنة تأتي أسوأ من سابقتها. نزحنا قبل أسابيع من ريف حماة، وإذا استمر الوضع كما هو حالياً فقد تحمل السنة الجديدة لنا نزوحاً جديداً، إن لم تحمل قذيفة أو صاروخاً يمزقنا".
ويقول أبو أسامة، وهو نازح إلى ريف الرقة، لـ"العربي الجديد"، "قبل الحرب لم نكن نحتفل برأس السنة، وإن كنا نتابع الاحتفالات عبر القنوات والإذاعات، لكننا منذ 2014 لا نمتلك تلفازاً بعد أن منع تنظيم داعش التلفاز، واليوم لسنا تحت سيطرة داعش، لكن ليس لدينا كهرباء. نتمنى في العام الجديد، بل في كل صباح جديد، أن نعود إلى منازلنا وتتوقف الحرب، فقد تعبنا كثيرا من النزوح".
ويسخر محمد السباعي، النازح من حي الوعر في حمص إلى ريف حلب، قائلا: "أهل المخيمات لا ينقصهم سوى الاحتفال بالعام الجديد. العائلات في المخيم مشغولة بإصلاح خيامها حتى لا يتسرب المطر أو الهواء البارد إليها، ومشغولة بتأمين وجبة طعام وقليل من الماء للشرب، ولا يعنيهم العام الجديد".