هكذا تحاول إسرائيل اختراق المقاومة إلكترونياً

21 يوليو 2014
صفحات مخابراتية تستهدف تشويه المقاومة (توماس كوكس/الفرنسية/GETTY)
+ الخط -
منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،  انتشرت عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تهاجم المقاومة الفلسطينية، وتدعو الفلسطينيين إلى الثورة عليها، "لأنها تحاول تدمير مستقبلهم من خلال إثارة عداء إسرائيل".

ومن هذه الصفحات، صفحة "من أجلك يا غزة" على "فيسبوك"، التي تنشر صوراً ومنشورات تحرّض ضد قيادة حركة "حماس"، خصوصاً رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وشهدت هذه الصفحات إقبالاً من بعض الناشطين، الذين خدعوا بالأسماء التي تطلق على هذه الصفحات، والتي كانت توحي بأن مطلقيها فلسطينيون. وكان أمن المقاومة، ووزارة الداخلية في غزة، قد حذّرا من هذه الصفحات، التي تطلقها في أغلب الظن المخابرات الإسرائيلية.

ويقول الاختصاصي في الشؤون الأمنية الإلكترونية، بدر بدر، إن "هذه الصفحات تشرف عليها أجهزة مخابرات، وعلى رأسها جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحرص دائماً على الحصول على أية معلومة من غزة، مهما كانت صغيرة، ليستفيد منها ويبني عليها أموراً كثيرة. وربما يتمكن خلالها من توجيه ضربات للمقاومين الفلسطينيين".

ويضيف بدر في حديثه مع"العربي الجديد": "في الوقت ذاته، يحاول العدو أن يبث إشاعات مغلوطة وأخباراً كاذبة لتقليل عزيمة الشعب الفلسطيني في غزة، خصوصاً في مثل هذه الأوقات، التي يتعرض فيها للعدوان".

ويشير إلى أن بعض الصفحات، التابعة لأجهزة المخابرات، تحاول "دس السم في العسل"، فعندما يتم إنشاؤها تبث منشورات تدعم المقاومة من أجل جذب أكبر عدد من المعجبين. وبعد حصول الصفحة على ثقة متابعيها، تنقلب سياستها، وتتبنى منشورات تحريضية ضد المقاومة، وتنشر إشاعات لتحطيم الروح المعنوية لدى الفلسطينيين.

ويقول بدر: "إن هذه الصفحات تحاول أيضا الحصول على معلومات من الفلسطينيين، بأساليب ذكية وخبيثة، فمثلاً تطرح سؤالاً للمعجبين يجعلهم يبوحون بما لديهم من أسرار تتعلق بالمقاومة وأعمالها، من غير أن يكونوا على دراية بذلك".

وحول الخطر الذي تشكله على الشباب، قال بدر: إن "هذه الصفحات ربما توقع بعض الشباب في شرك العمالة، والتخابر مع الاحتلال، أو أجهزة مخابرات أخرى".  

وأضاف: "لا يجب أن يساهم الفلسطينيون في نشر الشائعات، التي يبثها الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذه الصفحات، ويحاول من خلالها ضرب الجبهة الداخلية للفلسطينيين، وعليهم أن يتحلوا بمزيد من ضبط النفس، مقابل استفزازهم من بعض هذه المواقع والصفحات، وأن يتريثوا قبل الإدلاء بأية معلومة من شأنها أن تضر بالمقاومة".
المساهمون