انطلقت صفارة البداية للحملة مع اختراق موقع "قنا" عند الساعة 12:14 من فجر اليوم، ونشر تصريحات مفبركة نسبت لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. قبل أن تبدأ معها وسائل إعلام عربيّة، أبرزها "العربية" و"سكاي نيوز" و"العربية الحدث"، بتداول التصريحات وكأنّها تنتظرها لبدء الحملة؛ في غضون دقائق، كان الضيوف مجهزين حاضرين لتحليل بيان مفبرك.
وعند الإعلان عن اختراق "قنا" ونشر تصريحات كاذبة، واصلت هذه المنابر حملتها بشراسة أكبر، وكأنّ الأمر يسير وفق خطة مجهزة مسبقاً، لتلحق في ركبها صحف عربية، مثل "الشرق الأوسط" و"عكاظ" و"الاقتصادية" و"الوطن"، وغيرها، عبر إعادة نشر التصريحات المفبركة مباشرة بعد النفي بدقائق، على هيئة عواجل، ثم نشر أخبار عاجلة تحمل مواقف هجومية ضدّ قطر.
ترافقت هذه الحملة الإعلامية مع حملة موازية على مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها. ثم ارتأت وسائل الإعلام هذه، وفي ساعات الفجر، أن تنقل أخباراً مفبركة أخرى تزعم أنّ قطر طلبت من سفراء السعودية والبحرين والكويت والإمارات مغادرة أراضيها في غضون 24 ساعة، منقولة عن حساب "قنا" على "تويتر"، الذي اخترق بدوره؛ أخبار جاءت وكأنّها إمدادات إضافية لتسعير حملة هذه الوسائل، بعدما نفد رصيد إعلامييها وضيوفها.
ومع أنّ السلطات الرسميّة القطرية نفت إدلاء الأمير تميم بأي تصريح، وتأكيدها اختراق موقع وكالة "قنا"، والتي لا يزال يتعذر الوصول إليها حتى الآن، وحسابها على "تويتر"، إلا أنّ تلك القنوات لم تنشر خبر النفي، بل استمرّت بالتحريض وبثّ الفتنة، بشكل غير مسبوق.
وبدأت "العربيّة" بنشر أخبارها العاجلة حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، واستمرّت بنقلها حتى صباح اليوم.
كما كتبت قناة "العربيّة" سلسلة مواضيع "تحليليّة" عن المواضيع المفبركة، نشرت فيها تصريحات الأمير تميم المفبركة. وبعد نفي التصريحات، كتبت مقالاً بعنوان "تضارب الأنباء حول سحب قطر سفراءها من 5 دول عربيّة". وصباح اليوم، أي بعد حوالي 6 ساعات على إعلان الاختراق، نقلت نفي وزير الخارجيّة القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للخبر، دون أن تسحبه عن موقعها.
كما نشرت، صباح اليوم، مقالاً تحريضياً بعنوان "قطر سخرت إمكاناتها لتكون صوتاً للجماعات المتشددة"، وروّجت مجدداً لمقال بعنوان "قطر تكرر تجاربها.. أزمة جديدة مع "التعاون الخليجي". واكتفت بالإشارة إلى خبر النفي في جملة واحدة من مقالاتها، إلا أنّها استمرّت بحملتها.
من جانبها، شاركت قناة "سكاي نيوز" بفعاليّة في الحملة التحريضيّة تلك. فنشرت أيضاً سلسلة تغريدات عن التصريحات المفبركة، واكتفت بخبر اعتلى الصفحة الأولى لموقعها بعنوان "أمير قطر: ليس من مصلحة أحد التصعيد مع إيران". إلا أنّ القناة كانت أكثر وقاحة وإمعاناً في الكذب. فقد كتبت في متن الخبر الذي تمّ التعديل عليه صباح اليوم: "أزالت وكالة الأنباء القطرية التصريحات، إلا أنها موجودة على مواقع وكالات رسميّة أخرى"، من دون أن تُشير إلى خبر القرصنة حتى.
تغطية صحيفة "عكاظ" السعودية وحتى ساعات متقدمة من قبل ظهر اليوم كانت لا تزال تستند إلى التصريحات الكاذبة، لشنّ حملة ضد قطر.