هكذا استولى مستوطنون على عقار فلسطيني في القدس المحتلة

صباح اليوم الأربعاء، اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منزل الفلسطيني جواد أبو اسنينة في حي بطن الهوى- الحارة الوسطى، في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، لتسليمه لمستوطنين، بعد تسريبه من قبل مالكه الأصلي.

يأتي ذلك بعد قرار "دائرة الإجراء الإسرائيلية"، مطلع الشهر الجاري، القاضي بإخلاء المنزل لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم"، بعد تسريبه في أغسطس/آب عام 2015، من قبل مالكه الأصلي المدعو جمال سرحان.

يقع المنزل ضمن بناية سكنية ضخمة مؤلفة من 5 طوابق، سُلمت بالكامل للمستوطنين عام 2015، وفق المركز، باستثناء منزل أبو اسنينة والذي لا تتجاوز مساحته 80 متراً مربعاً، حيث كان قد جدد مع سرحان عقد إيجار المنزل، قبل أن يقوم الأخير بعملية التسريب وتسليمه للمستوطنين، وعليه رفض أبو اسنينة الخروج من المنزل وحاول حمايته، خلال السنوات الماضية، رغم ما تعرّض له من مضايقات وإغراءات لإخراجه منه.

أبو اسنينة وهو فلسطيني مبعد عن مدينة القدس، أوضح أنّ محامي المستوطنين الذين سيطروا على البناية السكنية، عرض على العائلة، عدة مرات خلال الأعوام الماضية، الخروج من المنزل مقابل "بطاقة هوية إسرائيلية" وتوفير عمل ومسكن، "إلا أننا رفضنا ذلك"، كما يشير، موضحاً أنّ المحاولة الأخيرة لذلك جرت، قبل حوالي أسبوعين.

وفي محاولة للضغط عليه، يلفت أبو اسنينة إلى أنّه جرى اعتقاله بحجة "التواجد غير القانوني في القدس"، وحُكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر، كما مُنع من دخول المدينة، بينما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تقوم خلال ذلك باقتحام المنزل بين الحين والآخر لتفتيشه، والتضييق على عائلته.

لم تتوقف أفراد عائلة أبو اسنينة عند قرار إخلاء منزله، بل تعمّد مستوطنون قاطنون في ذات البناية، مضايقتها، وقاموا، منذ الأيام الأولى لعملية الاستيلاء، بفصل الماء عن المنزل وتخريب "الصحن اللاقط" التلفاز، فضلاً عن ممارسات استفزازية يومية، صمدت العائلة أمامها رفضاً لقرار إخلاء منزلها.

تجد عائلة أبو اسنينة المكوّنة من 11 فرداً، نصفهم ذوو أعمار أقل من 18 عاماً، نفسها اليوم من دون مأوى بعد تسليم منزلهم للمستوطنين.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، باعتقال الفلسطيني خالد الزير، خلال رصده وتصويره إخلاء منزل عائلة أبو اسنينة، كما اعتقلت عضو لجنة أهالي حي بطن الهوى جاد الله الرجبي، بعد استدعائه للتحقيق.

وأوضحت لجنة حي بطن الهوى، في بيان، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، "أخلت عائلة المواطن جواد أبو اسنينة من منزلها، رغم وجود قضية في المحاكم الإسرائيلية التي رفعتها عائلة سرحان ضد جمال سرحان في محاولة لاسترداد العقار المسرب".

وأشارت اللجنة، إلى أنّ "ملكية العقار تعود لوالد جمال سرحان، وبالتالي لا يحق للمدعو جمال البيع والشراء، ولا تزال القضية في أروقة المحاكم، وتم تأجيل البت بالقرار على أن يبقى الأمر على ما هو عليه، أي أنّ البناية للمستوطنين باستثناء الشقة التي يقطنها أبو اسنينة".

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو 430 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، وهذا العدد لا يشمل 220 ألف مستوطن في مستوطنات مقامة على أراضي القدس الشرقية، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية لا تعترف بها الحكومة الإسرائيلية.