هكذا أسمّيك أيتها العزلة

25 ابريل 2020
محمد القاسمي/ المغرب
+ الخط -

بحجم اشتهائي

ثمّة في باطنِ الأرضِ
كلماتٌ بحجم اشتهائي
تختصرُ الطّريق
إلى مجرّات بعيدة
ألتقط نفسي
في حلم بحيرة
أنزع عنها عتمة بيضاء
هكذا أسمّيك أيتها العزلة!
نبات مجبول من صمت، أحتمي بجاذبيته. اترك للكلامِ متّسعاً لأشجار السّرو والصّنوبر. المسافات عليها اللّعنة، تصرخ وتولول من احتراق المدينة. ثمّة حقول من العطش تقيّدنا بمسامير صدئة إلى هوامش الخوف، كطوفان نوح يغزو جرحنا، يسابق الأبواب. يروي حكاياته في حواجز من هواء مصفّد إلى أجسادنا البرّية. أنا الآن في شبكة صيد أخبّئ روحي الوحيدة في سمكة تبحث عن زقاق البحر في عين السّماء. أتهيّأ لبلل مشتهى في فسحة ضوء ترتعش فيها خيالاتي المتعبة...
ثمّة في باطن الأرض
كلمات بحجم اشتهائي.


■ ■ ■


مغاور نائية

الأقدام،
بظلّها الباهتِ
طوّحتْ بها الرّيحُ
في جزيرة الأغصانِ
النائمةُ خلْفَ الأشباحِ
في يدي شمسٌ صغيرةٌ
تتدحرجُ كأيّام طفولتي
في لغات الخوفِ
مازلتُ هنا
تنزف الظُّلْمَةُ
من عَرَاءٍ الكَوْنِ
في حرْبِهَا مَعَ العتمة
جرح الشجرة
حريق يقدحه برقٌ.
ثَمَّةَ إشَارَاتٌ في زخّات الصباح
في وريقات الأغصان
تقصف جسدي
فيسقط
قريباً من موتٍ
يفصلني عنه
شحوب السماء


* شاعر ومترجم من المغرب

المساهمون