بتنظيم من جمعية "مؤسسة تونس للنساء والذاكرة" و"النادي الثقافي الطّاهر الحدّاد" يقام عند العاشرة من مساء اليوم عرض للفيلم الوثائقي "كافيشانطا" للمخرج التونسي هشام بن عمار في مقر النادي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لرمضان.
يعود بن عمار في الفيلم إلى جزء حميم من الذاكرة الشعبية التونسية في رمضان، فيوثق لظاهرة الـ "كافيشانطا" التي تعني حرفياً "المقهى يغني" (لصق كملتين من الفرنسية والإيطالية)، وكانت تتزامن مع رمضان حتى بدأت في الخفوت مع دخول الثمانينيات وانتهت تماماً مع مطلع التسعينيات.
و"كافيشانطا" هي عروض فنية لمغنين وموسيقيين وراقصين بطريقة شعبية في الأسواق والمقاهي والأماكن العامة طيلة شهر رمضان، وقد بدأت مع الراقصيْن "قنفيدة" و"ولد جلابة" اللذين كانا يقدّمان عروضهما في محلات الجزارة وأزقة الأسواق، وأينما وجدا مساحة كافية تتيح للناس التحلّق حولهما في رمضان.
لكن الظاهرة تطوّرت وأصبحت تقام أيضاً في صالات خاصة، وقد وصلت عصرها الذهبي إن جاز التعبير في الستينيات مع ظهور المغنيتين شافية رشدي وفتحية خيري.
ارتبط مكان انطلاق هذه الظاهرة بأماكن شهد انطلاقات سياسية أيضاً ومنها "باب سويقة" ومن هذا الباب ينطلق فيلم بن عمار، ليتتبع جزءاً اختفى من الفضاء العام في تونس، حيث يتضمّن الفيلم شهادات لراقصين من ذلك الزمان من بينهم، حمادي اللغبابي ونعيمة بكير.
فكرة الفيلم انبثقت في نهاية التسعينيات حيث أُنتج عام 1998، وقتها التقى المخرج بصاحب صالة "فتح" أشهر صالات الـ "كافيشانطا" في الستينيات والسبعينيات، وكان هذا ينوي إغلاق الصالة، فقام صاحب "رايس الأبحار" و"الذّاكرة السّوداء" و"عودة بورقيبة" بتوثيق المكان قبل أن يختفي هذا الجزء من الذاكرة كما اختفى من الفضاء العام.