لا يكاد يمرّ شهر في المغرب من دون قراءة خبر عن اختفاء فتاة هربت من كنف أسرتها، متوجهة نحو مصير مجهول. هذه الحالات المتكررة تدفع مختصين إلى التحذير من خطورة تناميها، وربما تحولها إلى ظاهرة.
يعزو مراقبون ازدياد حالات هروب الفتيات واختفائهن عن أنظار عائلاتهن في المغرب، على الرغم من غياب الإحصائيات في هذا الشأن، إلى مشاكل اجتماعية عديدة أبرزها الفقر الذي تعيشه الأسر، وكذلك ضعف التربية، بالإضافة إلى تغريرهن.
من قصص هروب الفتيات التي انتشرت في وسائل الإعلام المغربية، وتدخلت فيها حتى إدارة الأمن الوطني في البلاد، حكاية طفلة لا يتجاوز عمرها 11 عاماً، تقطن في أحد الأحياء الشعبية في مدينة سلا، المجاورة للعاصمة الرباط. اختفت قبل أسابيع قليلة في ظروف مجهولة.
اشتكت أسرة الفتاة لدى مصالح الأمن معتقدة أنّ الأمر يتعلق بحالة اختطاف تقف وراءها جهة لديها عداء مع الأسرة، لكنّ التحريات الأمنية أظهرت في ما بعد أنّ الفتاة هربت طواعية وبطيب خاطر من بيت عائلتها. وتوجهت رفقة صديقها، وهو فتى قاصر عمره 16 عاماً، إلى مدينة ميدلت وسط البلاد. هناك تمكنت الشرطة من القبض عليهما داخل فندق شعبي غير مصنف رسمياً.
ومن القصص الأخرى التي راجت في البلاد ما حصل لفتاة عمرها 16 عاماً غادرت بيت عائلتها في ظروف غامضة، من دون أن يعثر لها على أثر. لكن، في إحدى المرات اتصل أحد الغرباء بأسرتها وأخبرهم أنّ ابنتهم شوهدت في منطقة الشمال وهي تتجول بصحبة رجل أجنبي.
وفي أحد الأحياء في ضواحي مدينة وجدة، في شرق البلاد، عانت أسرة فاطمة، التي تبلغ من العمر 17 عاماً، كثيراً بعدما هربت من حضن والديها اللذين ليس لديهما غيرها وشقيقة أصغر منها. ما زالت الأسرة تبحث عنها في كلّ مكان، علماً أنّ فاطمة تركت رسالة تتضمن قرار تركها البيت، لكنّها لم تكشف عن الأسباب التي دفعتها في هذا الاتجاه. وبحسب مصدر مقرب من أسرة فاطمة، تحدث إلى "العربي الجديد" فإنّ السبب الذي ربما دفع الفتاة إلى الهروب نحو وجهة مجهولة، مرافقة صديقة لها غادرت بيت أسرتها من دون سبب واضح بدورها، هو الوضع المعيشي السيئ والفقر اللذان تعاني منهما العائلة. يشير إلى أنّها كانت دوماً تشكو من تلك الأوضاع، وتهدد أمها أنّها ستهرب إلى مكان تعمل فيه للحصول على المال.
اقــرأ أيضاً
وفي تنغير، جنوب البلاد، نشرت منابر إعلامية محلية خبراً عن هروب شابة تبلغ من العمر 19 عاماً، على الرغم من أنّها معروفة بانضباطها في العمل الذي تتولاه في محل تجاري. وأوردت مصادر مقربة من أسرتها أنّ "الهاربة" لا تعاني من أيّ مشاكل نفسية واجتماعية قد تدفعها نحو اختيار الهروب والاختفاء.
وفي نفس المنطقة الجنوبية المعروفة بمحافظتها على التقاليد، اختفت عن الأنظار فتاتان معاً قبل أسابيع قليلة، واحدة تبلغ من العمر 19 عاماً، والثانية 16 عاماً. وقد علمت الأسرتان أنّهما توجهتا إلى مدينة قلعة مغونة (جنوب شرق) من دون أن تفلح العائلتان بعد في العثور عليهما، على الرغم من نشر صورهما في مواقع التواصل الاجتماعي.
يعلّل الخبير الأسري، فؤاد زويبة، لـ"العربي الجديد" ظاهرة اختفاء أو هروب الفتيات، خصوصاً داخل المجتمع القروي، بطغيان العادات البائدة في أحيان كثيرة، خصوصاً التضييق على المراهقات ومنعهن عن كلّ شيء تقريباً. وهو ما يدفعهن إلى التمرد على ذلك من خلال البحث عن أيّ بصيص حرية بعيداً عن البيت.
يضيف أنّ حالات هروب الفتيات عديدة، لكنّ العائلات غالباً ما تتستر على هذه الوقائع، لأنّها تعتقد أنّها تسيء إلى صورتها كعائلات محافظة تخضع للتقاليد والعادات. فالأخيرة تقرر أنّ الفتاة تخضع لسلطة عائلتها، ولا تخرج من بيت والديها إلاّ إذا تزوجت، وانتقلت إلى بيت زوجها.
من جهتها، تفسر الباحثة في علم الاجتماع، سامية خلودي، لـ"العربي الجديد" أسباب هروب عدد من الفتيات، خصوصاً القاصرات، في الأرياف والمناطق الحضرية على حدّ سواء، بما تختبره الفتاة في هذا العمر الحساس الذي يتسم بتغيرات جسدية وذهنية. وتشير إلى أنّ الفتيات في مثل هذا العمر أكثر طواعية وقابلية للإغراءات التي تقدم لهن.
تستبعد خلودي أن يكون الفقر والحاجة المادية وحدهما السبب في هروب الفتيات من منازلهن إلى وجهات مجهولة، فهناك في رأيها "البحث عن تحقيق الذات عبر العمل الذي يؤمن للفتاة استقلالية مالية. وهناك الرغبة في السفر، وكذلك تحدي العادات الاجتماعية القائمة، والانسياق وراء العواطف باتباع ما تعتبره الفتاة حباً قد يهوي بها في غياهب المجهول".
اقــرأ أيضاً
يعزو مراقبون ازدياد حالات هروب الفتيات واختفائهن عن أنظار عائلاتهن في المغرب، على الرغم من غياب الإحصائيات في هذا الشأن، إلى مشاكل اجتماعية عديدة أبرزها الفقر الذي تعيشه الأسر، وكذلك ضعف التربية، بالإضافة إلى تغريرهن.
من قصص هروب الفتيات التي انتشرت في وسائل الإعلام المغربية، وتدخلت فيها حتى إدارة الأمن الوطني في البلاد، حكاية طفلة لا يتجاوز عمرها 11 عاماً، تقطن في أحد الأحياء الشعبية في مدينة سلا، المجاورة للعاصمة الرباط. اختفت قبل أسابيع قليلة في ظروف مجهولة.
اشتكت أسرة الفتاة لدى مصالح الأمن معتقدة أنّ الأمر يتعلق بحالة اختطاف تقف وراءها جهة لديها عداء مع الأسرة، لكنّ التحريات الأمنية أظهرت في ما بعد أنّ الفتاة هربت طواعية وبطيب خاطر من بيت عائلتها. وتوجهت رفقة صديقها، وهو فتى قاصر عمره 16 عاماً، إلى مدينة ميدلت وسط البلاد. هناك تمكنت الشرطة من القبض عليهما داخل فندق شعبي غير مصنف رسمياً.
ومن القصص الأخرى التي راجت في البلاد ما حصل لفتاة عمرها 16 عاماً غادرت بيت عائلتها في ظروف غامضة، من دون أن يعثر لها على أثر. لكن، في إحدى المرات اتصل أحد الغرباء بأسرتها وأخبرهم أنّ ابنتهم شوهدت في منطقة الشمال وهي تتجول بصحبة رجل أجنبي.
وفي أحد الأحياء في ضواحي مدينة وجدة، في شرق البلاد، عانت أسرة فاطمة، التي تبلغ من العمر 17 عاماً، كثيراً بعدما هربت من حضن والديها اللذين ليس لديهما غيرها وشقيقة أصغر منها. ما زالت الأسرة تبحث عنها في كلّ مكان، علماً أنّ فاطمة تركت رسالة تتضمن قرار تركها البيت، لكنّها لم تكشف عن الأسباب التي دفعتها في هذا الاتجاه. وبحسب مصدر مقرب من أسرة فاطمة، تحدث إلى "العربي الجديد" فإنّ السبب الذي ربما دفع الفتاة إلى الهروب نحو وجهة مجهولة، مرافقة صديقة لها غادرت بيت أسرتها من دون سبب واضح بدورها، هو الوضع المعيشي السيئ والفقر اللذان تعاني منهما العائلة. يشير إلى أنّها كانت دوماً تشكو من تلك الأوضاع، وتهدد أمها أنّها ستهرب إلى مكان تعمل فيه للحصول على المال.
وفي تنغير، جنوب البلاد، نشرت منابر إعلامية محلية خبراً عن هروب شابة تبلغ من العمر 19 عاماً، على الرغم من أنّها معروفة بانضباطها في العمل الذي تتولاه في محل تجاري. وأوردت مصادر مقربة من أسرتها أنّ "الهاربة" لا تعاني من أيّ مشاكل نفسية واجتماعية قد تدفعها نحو اختيار الهروب والاختفاء.
وفي نفس المنطقة الجنوبية المعروفة بمحافظتها على التقاليد، اختفت عن الأنظار فتاتان معاً قبل أسابيع قليلة، واحدة تبلغ من العمر 19 عاماً، والثانية 16 عاماً. وقد علمت الأسرتان أنّهما توجهتا إلى مدينة قلعة مغونة (جنوب شرق) من دون أن تفلح العائلتان بعد في العثور عليهما، على الرغم من نشر صورهما في مواقع التواصل الاجتماعي.
يعلّل الخبير الأسري، فؤاد زويبة، لـ"العربي الجديد" ظاهرة اختفاء أو هروب الفتيات، خصوصاً داخل المجتمع القروي، بطغيان العادات البائدة في أحيان كثيرة، خصوصاً التضييق على المراهقات ومنعهن عن كلّ شيء تقريباً. وهو ما يدفعهن إلى التمرد على ذلك من خلال البحث عن أيّ بصيص حرية بعيداً عن البيت.
يضيف أنّ حالات هروب الفتيات عديدة، لكنّ العائلات غالباً ما تتستر على هذه الوقائع، لأنّها تعتقد أنّها تسيء إلى صورتها كعائلات محافظة تخضع للتقاليد والعادات. فالأخيرة تقرر أنّ الفتاة تخضع لسلطة عائلتها، ولا تخرج من بيت والديها إلاّ إذا تزوجت، وانتقلت إلى بيت زوجها.
من جهتها، تفسر الباحثة في علم الاجتماع، سامية خلودي، لـ"العربي الجديد" أسباب هروب عدد من الفتيات، خصوصاً القاصرات، في الأرياف والمناطق الحضرية على حدّ سواء، بما تختبره الفتاة في هذا العمر الحساس الذي يتسم بتغيرات جسدية وذهنية. وتشير إلى أنّ الفتيات في مثل هذا العمر أكثر طواعية وقابلية للإغراءات التي تقدم لهن.
تستبعد خلودي أن يكون الفقر والحاجة المادية وحدهما السبب في هروب الفتيات من منازلهن إلى وجهات مجهولة، فهناك في رأيها "البحث عن تحقيق الذات عبر العمل الذي يؤمن للفتاة استقلالية مالية. وهناك الرغبة في السفر، وكذلك تحدي العادات الاجتماعية القائمة، والانسياق وراء العواطف باتباع ما تعتبره الفتاة حباً قد يهوي بها في غياهب المجهول".