لم تعد لندن مربط خيلنا، ولو من باب السخرية السوداء، فقد حلّت مكانها مدينة هرتسليا الإسرائيلية، المسماة على اسم مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتسليا. فقد شارك سفيرا كل من مصر والأردن ومعهما أيضاً عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، ورئيس القائمة المشتركة (المكونة من الأحزاب العربية وبتحالف مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي وجبهته)، أيمن عودة، في مداولات المؤتمر، وقدموا بشكل بائس خطاباً بائساً يدعو للمصالحة التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية ليس لأنه حق للشعب الفلسطيني فقط وإنما لأنه مصلحة مشتركة، ولأن أمن إسرائيل لن يستتب بدون إقامة دولة فلسطينية.
لم يجادل أحد ممن ولّوا وجوههم شطر مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية، ولم يُشرَكوا في مداولات سوى تلك التي يعلنون فيها القبول بإسرائيل وحقها في الوجود مقابل استجداء دولة فلسطينية. في المقابل ناقش المؤتمر، بعيداً عنهم، استراتيجيات مواجهة حركة المقاطعة، وكون إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة عسكرياً، وسبل مواجهتها للقانون الدولي وملفات جرائم الحرب (للإنصاف نذكر أن أيمن عودة وحده أشار إلى جرائم الماضي، جرائم النكبة). ولم يعرضوا أمام المؤتمرين بديلاً واحداً يملكه العرب أو دولهم في حال واصلت إسرائيل السير على خطى تكريس الاحتلال والاستيطان... لا شيء على الإطلاق...
لكن الأهم من كل ذلك أنهم يتجاهلون تداعيات وتبعات هذه المشاركة في مؤتمر إسرائيلي لمؤسسة بحثية ومن القطاع الخاص، على الجهد الدولي لمحاصرة دولة الاحتلال وجعل الاحتلال أمرا مكلفا. بل إن الادعاء الجاهز هو أسوأ من خطأ المشاركة، وهو عرض الموقف الفلسطيني والمواقف العربية وكأن أحداً في إسرائيل، وتحديداً في مركز أبحاث للدراسات الاستراتيجية، يتابع كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي وصحفه وعلى صفحات التواصل الاجتماعي فيه، لا يعرف حقيقة هذه المواقف أو المطالب العربية والفلسطينية، إنهم يذكرونك بنكتة المواطن العربي الذي سمع لأول مرة عن سقوط القدس والأقصى في قبضة الاحتلال وتساؤله الساذج "والملك يدري؟" كيف ندعو لمقاطعة الاحتلال وفرض الحصار الأكاديمي عليه ونحن أول من يحتل مقاعد الصف الأول بل ومنصة الخطابة في مؤتمراته؟
لم يجادل أحد ممن ولّوا وجوههم شطر مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية، ولم يُشرَكوا في مداولات سوى تلك التي يعلنون فيها القبول بإسرائيل وحقها في الوجود مقابل استجداء دولة فلسطينية. في المقابل ناقش المؤتمر، بعيداً عنهم، استراتيجيات مواجهة حركة المقاطعة، وكون إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة عسكرياً، وسبل مواجهتها للقانون الدولي وملفات جرائم الحرب (للإنصاف نذكر أن أيمن عودة وحده أشار إلى جرائم الماضي، جرائم النكبة). ولم يعرضوا أمام المؤتمرين بديلاً واحداً يملكه العرب أو دولهم في حال واصلت إسرائيل السير على خطى تكريس الاحتلال والاستيطان... لا شيء على الإطلاق...
لكن الأهم من كل ذلك أنهم يتجاهلون تداعيات وتبعات هذه المشاركة في مؤتمر إسرائيلي لمؤسسة بحثية ومن القطاع الخاص، على الجهد الدولي لمحاصرة دولة الاحتلال وجعل الاحتلال أمرا مكلفا. بل إن الادعاء الجاهز هو أسوأ من خطأ المشاركة، وهو عرض الموقف الفلسطيني والمواقف العربية وكأن أحداً في إسرائيل، وتحديداً في مركز أبحاث للدراسات الاستراتيجية، يتابع كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي وصحفه وعلى صفحات التواصل الاجتماعي فيه، لا يعرف حقيقة هذه المواقف أو المطالب العربية والفلسطينية، إنهم يذكرونك بنكتة المواطن العربي الذي سمع لأول مرة عن سقوط القدس والأقصى في قبضة الاحتلال وتساؤله الساذج "والملك يدري؟" كيف ندعو لمقاطعة الاحتلال وفرض الحصار الأكاديمي عليه ونحن أول من يحتل مقاعد الصف الأول بل ومنصة الخطابة في مؤتمراته؟