هذه هي الأعمار الأكثر سعادة

22 فبراير 2016
"مجرّد النظر إلى جمال الطبيعة يمدّني بالفرح" (Getty)
+ الخط -

بيّنت دراسة أجراها مكتب البيانات الوطنية، على أكثر من 300 ألف شخص بالغ في بريطانيا، أنّ الأشخاص الأكثر سعادة هم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً. هؤلاء يشعرون بالرضا وبأن الحياة تستحق أن تعاش، بينما يتدّنى ذلك الإحساس لدى الأشخاص حين بلوغهم 80 عاماً.

واللافت في الدراسة أنّ أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 عاماً، سجّلوا أدنى مستويات الرضا والسعادة، وزادت نسبة الرجال عن النساء، فيما عبّرت هذه الفئة عن أعلى مستويات القلق. ورجّح الباحثون احتمال انخفاض السعادة وتراجع الأوضاع الاقتصادية لدى تلك الفئة العمرية، نتيجة عبء رعاية الأطفال والآباء المسنّين في الوقت ذاته. أضافوا أنّ محاولة التوفيق بين العمل والالتزامات العائلية قد يلعب دوراً سلبياً أيضاً، مشيرين إلى أنّ الفئات العمرية الأصغر أو الأشخاص المتقاعدين يملكون أوقات فراغ أكبر للنشاطات التي تحسّن حالتيهم النفسية والجسدية. وتابعوا أنّ الشعور بالسعادة والرضا يتدنّى حين يبلغ الإنسان الثمانينيات، وأعادوا ذلك إلى اعتبارات وظروف شخصية مثل الوضع الصحي أو معاناة الوحدة والعزلة.

إلى ذلك، سجّل المتزوجون أعلى مستويات السعادة التي بلغت 7.67 من أصل 10 بالمقارنة مع الأوضاع الاجتماعية الأخرى. وأظهر العاملون أو الموظّفون، معدّل سعادة أعلى من العاطلين من العمل أو المتقاعدين، خصوصاً أولئك العاملين بدوام جزئي وتلاهم الطلاّب. أمّا الأشخاص المؤمنون (دينياً) فأبدوا سعادة أكبر من الذين لا يتبعون ديانة معيّنة، خصوصاً الهندوس والمسيحيين والسيخ.

وقد عبّرت النساء عن قلق أكبر من الرجال، لكنّهن أبدين سعادة أكبر ورضا تجاه الحياة. أمّا الأشخاص من أصول عربية، فبدوا الأكثر قلقاً تجاه الحياة بشكل عام، بينما جاء الصينيون الأقل توتّراً على الإطلاق بين جميع الإثنيات.
واحتلّ سكان أيرلندا الشمالية المركز الأوّل بين مجتمعات المملكة المتحدة الأكثر سعادة والأكثر رضا عن حياتهم عموماً، وفي المقابل سجّل سكان شمال شرق بريطانيا النسبة الأقل سعادة في البلاد.

يقول جوردان (74 عاماً) لـ"العربي الجديد" إنّ "أجمل مراحل الحياة هي سنّ الطفولة قبل الدراسة. تبدأ المتاعب حين ينطلق الإنسان في رحلة طويلة من الهموم والمسؤوليات، التي لا تزول إلا بعدما يكبر الأولاد ويستقلّون ويبلغ الإنسان سن التقاعد". ويكمل: "اليوم أشعر برغبة في الاستيقاظ باكراً للتمتّع بيومي، وأحس بهدوء داخلي وراحة بال. أنا متفرّغ للتعرّف على قيمة الحياة، ومجرّد النظر إلى جمال الطبيعة يمدّني بالفرح". أمّا مهى (62 عاماً) فتشير إلى أنّها ما زالت تحمل هموم أبنائها حتى بعد زواجهم، "لكنّني راضية عن حياتي عموماً وأقل توتّراً من ذي قبل". تضيف: "أرغب في جولة حول العالم برفقة زوجي، لأن الوقت حان لمكافأة الذات على كل المجهود والعناء قبل فوات الأوان"، حين يصيبها المرض أو تُضعف الشيخوخة قوّتها.

ولاحظ الباحثون رابطاً قوياً ما بين الصحّة والسعادة، فالأشخاص الذين يتمتّعون بحالة صحّية جيدة يسجّلون متوسّط رضا عن الحياة 8.01 من أصل 10، بالمقارنة مع أولئك الذين يعانون من مشاكل صحيّة والذين بلغ معدّل الرضا عن الحياة لديهم 4.91. كذلك، أظهروا أنّ الأشخاص الذين بلغوا التسعين من العمر يسجّلون أدنى مستويات الرضا ولا يبدون قيمة للحياة، وعلى الرغم من ذلك فمعدّل سعادتهم وامتنانهم قارب أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات.
ولفتوا إلى أنّ التعرّف على حالة الناس وأحاسيسهم في مختلف المراحل العمرية قد يساعد صانعي السياسات على تحسين حياتهم.

اقرأ أيضاً: الوصفة الأمثل لزواج سعيد