قال مصمم الإنتاج أوخينيو كابييرو الحائز على جائزة الأوسكار 2006، والجائزة الكبرى لمهرجان كان 2014، إن إتقان طرح الأفكار الفنية والإبداعية في عالم الأفلام الفريد، يتطلب التحلي بالشجاعة، وأن يتبنى صانع الفيلم أفكاره الخاصة حول كيفية سرد القصة، والإيمان بما يفعله.
جاء ذلك في الجلسة النقاشية التي استضافته أمس في مسرح متحف الفن الإسلامي بالدوحة، ضمن الدورة الخامسة من ملتقى قمرة السينمائي، الحدث السنوي لمؤسسة الدوحة للأفلام الذي يهدف إلى إرشاد ودعم صناع الأفلام الذين يخوضون تجاربهم الأولى أو الثانية في الإنتاج.
لخص كاباييرو دور مصمم الإنتاج بأنه "فهم رؤية المخرج"، وتطرق إلى أهمية الأشكال والألوان، معطياً أمثلة على ذلك، من خلال خمسة، وهي "متاهة بان" (أوسكار 2006)، و"المستحيل" (2012)، و "حدود التحكم" (2009)، و "وحش ينادي" (2016)، و"روما" (2018).
وبيّن أن التواصل والتخطيط هما بنفس أهمية جميع خطوات صناعة الأفلام، شارحاً كسف قاد فريقاً من 600 شخص أثناء إنتاج فيلم "المستحيل" (2012) للمخرج خوان أنطوينو بايونا، والتحديات التي تنطوي على العمل في نطاق كبير.
وقال: "تعتبر صناعة الأفلام جهداً مشتركاً، ولهذا السبب أستمتع بعملي كثيراً. لكن مصمم الإنتاج مسؤول عن دعم المخرج ورؤيته، وللقيام بذلك، يجب أن يبرع في التواصل بشكل واضح مع طاقمه، ليوصل لهم الفكرة التي يريد تحقيقها والطريقة لذلك".
ويعد التخطيط الدقيق العامل المشترك الآخر في مقاربة كاباييرو لمهنته. وعرض على الجمهور أمثلة لرسومات معقدة وتصميمات فيزيائية مصغرة للأفلام التي عمل عليها، بالإضافة إلى لوحات الألوان الخاصة بأفلامه السابقة مثل "روما"، و"حدود التحكم".
وعلّق قائلا: "عندما أعمل في فيلم، فإن أول شيء أعمل عليه هو التصور. بعد ذلك، تتمثل المهمة في حل المشكلات، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب العملية التي تنطوي عليها مواقع التصوير المختلفة والمساحات المادية والتكنولوجيا. الأمر يشبه جمع القطع في أحجية، ويمكن أن تستغرق مرحلة التخطيط عدة أشهر قبل بدء التصوير".
وبشأن العمل ضمن ميزانية محدودة، أوضح: "الموقع الذي تختاره في غاية الأهمية، إذ يساعد الموقع في سرد قصتك. وعليه، تحتاج لموازنة ذلك مع الميزانية المتاحة لديك. إذا لم تتمكن من الاستثمار في بناء موقع كبير، فبإمكانك التحرك ضمن نطاق ضيق، من خلال الاستخدام الدقيق للكاميرا".
وختم قائلاً: "ابتكروا. استوحوا الإلهام من كل مكان. أنا أشجع صناع الأفلام الشباب على عدم فرض قيود على أنفسهم في ما يتعلق بما هو ممكن".
والجدير بالذكر أن أوخينيو كاباييرو ينضم في نسخة هذا العام إلى خبراء قمرة 2019، ومن بينهم المخرجة والكاتبة الإيطالية أليتشي رورفاخر، والكاتب والمخرج الياباني كيوشي كوروساوا، والكاتب والمخرج البولندي باول باوليكوسكي.
ويشارك خبراء قمرة آراءهم وخبراتهم مع المواهب الصاعدة للمشاريع الستة والثلاثين المشاركة، مقدمين ملاحظاتهم القيّمة حول مشاريع قمرة في اجتماعات استشارية للكشف عن رحلاتهم السينمائية في جلسات قمرة النقاشية.
وتجمع النسخة الخامسة من ملتقى قمرة السينمائي أكثر من 150 صانع أفلام ومحترفاً وخبيراً سينمائياً، يشرفون على 36 فيلماً في مختلف مراحل الإنتاج لصناع أفلام صاعدين.
ويختتم الملتقى بعد غد الأربعاء الذي تقام فعالياته في سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي، ويضم ندوات قمرة الدراسية، وجلسات قمرة الحوارية، وعروض أفلام في قسمي عروض خبراء قمرة، وأصوات جديدة في عالم السينما.