تمكّن باحثون، من معهد "ماكس بلانك" في ألمانيا، من تحديد الحمض النووي للبكتيريا المسؤولة عن الطاعون، الذي تسبّب بالوباء العظيم وانتشر في العاصمة البريطانية لندن في عامَي 1665 و1666، وأسفر عن مقتل نحو ربع سكّان مدينة لندن.
استمرّت البحوث عاماً كاملاً لتأكيد النتائج الأولية، بعد العثور على هياكل عظمية تعود إلى القرن السابع عشر، مدفونة في حفرة كبيرة. وذلك في أثناء حفريات في عام 2015، بالقرب من محطّة ليفربول ستريت في لندن، في أثناء تطوير خط إليزابيث الجديد، وهو جزء من خط السكّة الحديدية في العاصمة البريطانية، الذي سيشغّل في عام 2018.
عثر في المكان على نحو 3500 هيكل عظمي قديم، استطاعت الاختبارات عليها تحديد الحمض النووي لبكتيريا "يرسينيا بيستيس" المسؤولة عن التسبّب بطاعون الدملي. وقد أخذت عيّنات من 20 هيكلاً عظمياً، بحثاً عن آثار بكتيريا يرسينيا المسبّبة للطاعون، وتبيّن أنّ خمسة منها أصيب أصحابها بالمرض قبل وفاتهم. وهذه هي المرّة الأولى التي يحدّد فيها الحمض النووي للطاعون، الذي يعود إلى القرن السابع عشر في بريطانيا. تجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين وجدوا أنّ البكتيريا نفسها ماتت بعد أيّام من وفاة هؤلاء، قبل 351 عاماً، ولم تعد نشطة.
في هذا الإطار، يؤكّد دون والكر، أحد كبار الاختصاصيين في علم العظام البشرية في متحف لندن لعلم الآثار، والذي قاد عمليات الحفر، إنّها المرّة الأولى التي يفهمون فيها سبب انتشار وباء الطاعون في عام 1665. وفي ردّ له على سؤال "العربي الجديد" عن إمكانية انتشار الوباء في لندن اليوم، وقدرتها على مواجهته، يقول إنّه "من المستبعد أن ينتشر بسرعة في هذا الوقت لأسباب عدّة، منها توفّر مضادات حيوية فعّالة لعلاجه، وارتفاع مستويات النظافة، وانخفاض أو قلّة الاتصال أو لمس القوارض". يضيف أنّه "على حدّ علمنا، لا يحمل سكّان بريطانيا مرض الطاعون وتصعب الإصابة بالمرض في شكله الحديث، كذلك انتشاره قد يكون شديد البطء".
في سياق متصل، كان دانيال ديفو، الكاتب البريطاني الذي عاصر تلك المرحلة، قد وصف ما عاناه المصابون بالطاعون من حالات مختلفة وفق مراحله، من قبيل ارتفاع الحرارة والتقيّؤ والصداع وآلام الظهر، وقد بلغوا درجة الهذيان من جرّاء آلامهم. ولفت إلى أنّهم يصابون بأورام في العنق أو الفخذ أو الإبطين ويتألمون بطريقة لا تحتمل بينما قد يصاب آخرون بالداء بصمت.
وعن إمكانية تحديد هويّة الأفراد المدفونين في الحفرة، قال الباحثون إنّه يصعب ذلك داخل مقبرة جماعية على الرغم من وجود سجّلات الرعية وأسماء المتوفين نتيجة الطاعون، بيد أنّ علماء آثار موقع "مولا" تمكّنوا في مكان آخر من التعرّف على هويّة امرأة توفّيت بالمرض ذاته في 2 سبتمبر/ أيلول 1665، تدعى ماري غودفري. وعن مخاطر إطلاق بكتيريا الطاعون من الحفر أثناء عمليات البحوث العلمية، أكّدوا أنّ بكتيريا الطاعون لا تبقى حيّة في الأرض، بالتالي لا خطر في إجراء تلك الحفريات.
اقــرأ أيضاً
استمرّت البحوث عاماً كاملاً لتأكيد النتائج الأولية، بعد العثور على هياكل عظمية تعود إلى القرن السابع عشر، مدفونة في حفرة كبيرة. وذلك في أثناء حفريات في عام 2015، بالقرب من محطّة ليفربول ستريت في لندن، في أثناء تطوير خط إليزابيث الجديد، وهو جزء من خط السكّة الحديدية في العاصمة البريطانية، الذي سيشغّل في عام 2018.
عثر في المكان على نحو 3500 هيكل عظمي قديم، استطاعت الاختبارات عليها تحديد الحمض النووي لبكتيريا "يرسينيا بيستيس" المسؤولة عن التسبّب بطاعون الدملي. وقد أخذت عيّنات من 20 هيكلاً عظمياً، بحثاً عن آثار بكتيريا يرسينيا المسبّبة للطاعون، وتبيّن أنّ خمسة منها أصيب أصحابها بالمرض قبل وفاتهم. وهذه هي المرّة الأولى التي يحدّد فيها الحمض النووي للطاعون، الذي يعود إلى القرن السابع عشر في بريطانيا. تجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين وجدوا أنّ البكتيريا نفسها ماتت بعد أيّام من وفاة هؤلاء، قبل 351 عاماً، ولم تعد نشطة.
في هذا الإطار، يؤكّد دون والكر، أحد كبار الاختصاصيين في علم العظام البشرية في متحف لندن لعلم الآثار، والذي قاد عمليات الحفر، إنّها المرّة الأولى التي يفهمون فيها سبب انتشار وباء الطاعون في عام 1665. وفي ردّ له على سؤال "العربي الجديد" عن إمكانية انتشار الوباء في لندن اليوم، وقدرتها على مواجهته، يقول إنّه "من المستبعد أن ينتشر بسرعة في هذا الوقت لأسباب عدّة، منها توفّر مضادات حيوية فعّالة لعلاجه، وارتفاع مستويات النظافة، وانخفاض أو قلّة الاتصال أو لمس القوارض". يضيف أنّه "على حدّ علمنا، لا يحمل سكّان بريطانيا مرض الطاعون وتصعب الإصابة بالمرض في شكله الحديث، كذلك انتشاره قد يكون شديد البطء".
في سياق متصل، كان دانيال ديفو، الكاتب البريطاني الذي عاصر تلك المرحلة، قد وصف ما عاناه المصابون بالطاعون من حالات مختلفة وفق مراحله، من قبيل ارتفاع الحرارة والتقيّؤ والصداع وآلام الظهر، وقد بلغوا درجة الهذيان من جرّاء آلامهم. ولفت إلى أنّهم يصابون بأورام في العنق أو الفخذ أو الإبطين ويتألمون بطريقة لا تحتمل بينما قد يصاب آخرون بالداء بصمت.
وعن إمكانية تحديد هويّة الأفراد المدفونين في الحفرة، قال الباحثون إنّه يصعب ذلك داخل مقبرة جماعية على الرغم من وجود سجّلات الرعية وأسماء المتوفين نتيجة الطاعون، بيد أنّ علماء آثار موقع "مولا" تمكّنوا في مكان آخر من التعرّف على هويّة امرأة توفّيت بالمرض ذاته في 2 سبتمبر/ أيلول 1665، تدعى ماري غودفري. وعن مخاطر إطلاق بكتيريا الطاعون من الحفر أثناء عمليات البحوث العلمية، أكّدوا أنّ بكتيريا الطاعون لا تبقى حيّة في الأرض، بالتالي لا خطر في إجراء تلك الحفريات.