أكدت دراسة لجامعة هارفارد استمرت 75 عاماً أن السعادة غير مرتبطة بعدد المتابعين في الإنترنت أو حجم المال في الحساب المصرفي، بل ثمة مؤشر أهم. وتابعت الدراسة 724 شخصاً لمدة ثلاثة أرباع عقد من الزمن لتحديد التنبؤات النفسية والاجتماعية للشيخوخة الصحية، وفق ما أورده موقع "لايف سترونغ".
وتتبّعت الدراسة مجموعتين مختلفتين جداً: 456 شخصاً من بوسطن، و268 من خريّجي جامعة هارفارد، بمن فيهم الرئيس جون كينيدي. وجمع الباحثون عينات الدم وأجروا عمليات المسح الذهني وقاموا بتحليل الدراسات الشخصية والتفاعل مع المشاركين.
ووفق الدراسة فإن أهم مؤشر على السعادة الحقيقية والرفاه هو النوع المناسب من العلاقات مع العائلة والأصدقاء والزوجين.
وفي تفسيره لنتائج هذه الدراسة، قال مدير الدراسة وأستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد، روبرت فالدنجر: "أوضح رسالة نحصل عليها من هذه الدراسة التي امتدت 75 عاماً هي أن العلاقات الجيدة تبقينا أكثر سعادة وصحة"، وأن "الحفاظ على علاقات قوية وتعزيزها ساعدا على الحماية من الأمراض العقلية والأمراض المزمنة وانخفاض الذاكرة".
ووفقاً لفالدنجر، فإن "الإجهاد والتوتر المزمنين نتيجة طول الوحدة وغياب السعادة لهما آثار وخيمة على الجسم البشري مع مرور الوقت"، إلا أن الحل ليس وجود عدد كبير من الناس بل نوعيتهم وعمقهم هما الأهم.
ويقدم الدكتور الطريقة الصحية للحصول على علاقات صحية، فيقول: "إن إعطاء الناس اهتمامنا الكامل وغير المشتّت هو واحد من أهم الأشياء التي يجب أن نقدّمها". وهذا يعني قطع الاتصال مع الأجهزة الإلكترونية عندما تكونون مع أصدقائكم وعائلتكم، وإعطاء الأولوية للعلاقات بين الأشخاص أكثر من المال والسمعة.
(العربي الجديد)