هدوء في طرابلس بعد معارك شرسة بطريق المطار

16 مايو 2019
الاشتباكات تدور في محور طريق المطار (عمرو صلاح الدين/الأناضول)
+ الخط -
تراجعت حدة الاشتباكات في أجزاء من مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من القتال العنيف بين قوات حكومة "الوفاق"، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأكد محمد قنونو المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لــ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ "الاشتباكات تدور الآن في محور طريق المطار بشكل متقطع، وتراجعت حدتها بعد معارك شرسة خلال الساعات الماضية".

وأوضح قنونو أنّ قوات حكومة "الوفاق"، صدّت هجوماً لقوات حفتر بمنطقتي الطويشة والرملة، مساء الأربعاء، قبل أن يتحوّل صد الهجوم إلى هجوم عكسي استمر حتى الساعات الأولى لصباح اليوم الخميس.

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.

وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، والذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وتسيطر قوات حفتر على منطقة قصر بن غشير بالإضافة إلى أجزاء من عين زاره ووادي الربيع، جنوبي طرابلس، لكن منطقة المطار تُعتبر منطقة التماس الأولى بين الطرفين، حيث تسعى قوات حفتر للسيطرة على مقر المطار، منذ عدة أسابيع والتقدّم باتجاه مناطق أخرى.

وأشار قنونو إلى أنّ عملية صدّ الهجوم من قبل قوات حكومة "الوفاق"، شارك فيها سلاح الجو الذي تمكّن من تدمير 26 آلية وأربع دبابات لقوات حفتر بمنطقة قصر بن غشير، كما استهدفت غارات سلاح الجو آليات بمنطقة وادي الربيع، ورتلاً لعدد من السيارات المسلحة، أثناء انسحابه من محور طريق المطار.

ولفت قنونو إلى أنّ قوات حفتر استهدفت من جانبها منطقة الخلة بقذائف الهاون بشكل عشوائي، لكنّها لم تتسبّب في خسائر بشرية.

ونفى قنونو، تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، مساء الأربعاء، والتي أعلن فيها عن إسقاط قوات حفتر طائرة مسيّرة عن بعد تابعة لقوات حكومة "الوفاق" في سماء منطقة الجفرة.

وأكد قنونو أنّ سلاح الجو التابع لحكومة "الوفاق"، لم ينفّذ، خلال اليومين الماضيين، أي طلعات جوية بمنطقة الجفرة.


وأكدت تقارير للأمم المتحدة مقتل 432 شخصاً، من بينهم 23 مدنياً على الأقل، ونزوح أكثر من خمسين ألف شخص، نتيجة الاقتتال في العاصمة الليبية.

ودعت الأمم المتحدة، عشية شهر رمضان، إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، غير أنّ حفتر تجاهل هذه الدعوة، على الرغم من أنّ قواته لم تتمكّن من اختراق الدفاعات الجنوبية لطرابلس. وقال حفتر، في تسجيل صوتي، إنّ "رمضان لم يكن سبباً" لوقف المعارك السابقة عندما سيطر على مدينتي بنغازي ودرنة بشرق البلاد.

ودعا الاتحاد الأوروبي، الإثنين، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، محذراً من أنّ الهجوم العسكري الذي يقوده حفتر، على العاصمة طرابلس "يهدد الأمن الدولي"، وذلك في بيان للاتحاد، عقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في بروكسل، حضره رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج.

وطالب الاتحاد "جميع الأطراف في ليبيا بوقف فوري لإطلاق النار والمشاركة مع الأمم المتحدة لضمان وقف كامل وشامل للأعمال العدائية". وأكدت دول الاتحاد أنّ "الهجمات العشوائية على المناطق السكنية المكتظة بالسكان قد تصل إلى حد جرائم الحرب"، داعية إلى "محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم".