هدوء في الأسواق العالمية بعد قمة السبع... والنفط يخسر 1%

26 اغسطس 2019
مؤشرات "وول ستريت" ارتفعت اليوم الاثنين (Getty)
+ الخط -
انعكس الاتجاه إلى احتمال عقد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والإيراني حسن روحاني، من ناحية، وعودة أجواء التفاوض التجاري بين واشنطن وبكين، من ناحية ثانية، هدوءاً في الأسواق المالية، حيث انخفض سعر النفط واستقرت الأسهم الأوروبية وارتفعت مؤشرات وول ستريت.

فقد تراجعت أسعار النفط 1% اليوم الاثنين بفعل توقع زيادة معروض الخام الإيراني بعد أن أثار الرئيس الفرنسي الآمال في اتفاق بين واشنطن وطهران، لكن الخسائر جاءت محدودة بفعل التفاؤل المحيط بفرص اتفاق تجارة أميركي - صيني.

وفقد خام برنت 64 سنتا بما يعادل 1.1% ليتحدد سعر التسوية عند 58.70 دولارا للبرميل، بعد أن صعد خلال الجلسة إلى 60.17 دولارا. وأغلقت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط منخفضة 53 سنتا أو 1% عند 53.64 دولارا.


وتراجعت الأسعار بعدما قال ماكرون إن هناك ترتيبات لعقد اجتماع بين ترامب وروحاني في الأسابيع القادمة لإيجاد حل للأزمة النووية.
المحلل لدى "برايس فيوتشرز غروب" في شيكاغو، فيل فلين، قال: "تدرس السوق الآن إمكانية أننا سنرى سيلا من النفط الإيراني يتدفق على السوق إذا حدث تقدم... لكن ينبغي أن نتوخى الحذر لأننا سمعنا من قبل عن صفقات ليجري إسقاطها بعد دقيقة في تغريدة".

وتلقت الأسعار دعما بعدما قال ترامب إنه يعتقد أن الصين تسعى لإبرام اتفاق تجاري بعدما أعلن أن بكين اتصلت الليلة الماضية بمسؤولين أميركيين لتبدي رغبتها في العودة إلى المحادثات. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ أنه لم يسمع بمكالمة هاتفية بين الجانبين.

وقال ليو خه كبير المفاوضين الصينيين ونائب رئيس الوزراء في وقت سابق إن بكين على استعداد لحل الأزمة من خلال مفاوضات "هادئة" وإنها تعارض التصعيد، فيما تأججت المخاوف حيال الاقتصاد العالمي مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الأيام الأخيرة.

ففي الأسبوع الماضي، قالت وزارة التجارة الصينية إنها ستفرض رسوما إضافية بنسبة خمسة أو 10% على 5 آلاف و78 منتجا من الولايات المتحدة بما في ذلك النفط الخام ومنتجات زراعية والطائرات الصغيرة.

وردا على ذلك، أعلن ترامب أنه سيطلب من الشركات الأميركية البحث عن سبل لإغلاق أنشطتها في الصين وتصنيع منتجاتها في الولايات المتحدة.
وفتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع اليوم الإثنين بعدما سعى ترامب لتخفيف التوترات التجارية مع الصين مما هدأ مخاوف المستثمرين عقب اشتداد الخلاف بين أكبر اقتصادين في العالم في الأسبوع الماضي بما دفع الأسهم للهبوط.

وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 0.77% إلى 25826.05 نقطة. وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.69% إلى 2866.7 نقطة. وكسب المؤشر ناسداك المجمع 1% ليصل إلى 7829.58 نقطة.

وفي أوروبا، استقرت الأسهم الأوروبية مع انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى حد ما بينما دفعت احتمالات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في روما الأسهم الإيطالية للصعود.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مستقرا، ليعوض بعض خسائره بعد موجة بيع يوم الجمعة أطلقتها جولة من الرسوم المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم. وكانت أحجام التداول هزيلة بسبب عطلة في بريطانيا.

وكان من المؤكد تقريبا أن تقتدي أسواق الأسهم الأوروبية بنظيراتها الآسيوية في تكبد خسائر حادة، لكنها تعافت بعدما قال ترامب إن بكين اتصلت بواشنطن مبدية رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات. وجاء تغير النبرة بعدما قالت الصين إنها على استعداد لحل الأزمة من خلال مفاوضات "هادئة".

وقادت أسهم شركات صناعة السيارات، شديدة التأثر بالتجارة، المكاسب على المؤشر الأوروبي، بعدما تراجعت 2% في الجلسة السابقة عقب إعلان الصين عن رسوم جديدة على منتجات أميركية معينة.

وتعرضت الأسهم الأوروبية لتقلبات حادة في أغسطس/ آب بفعل المخاوف من أن حرب التجارة بين واشنطن وبكين ستؤدي في نهاية المطاف إلى انزلاق الاقتصاد العالمي في الركود، ليصبح المؤشر ستوكس 600 بصدد اختتام الشهر على انخفاض.

وتفوقت الأسهم الإيطالية مع ارتفاع مؤشرها 1% في ظل اقتراب الحزب الديمقراطي المعارض وحركة 5 نجوم المناهضة للمؤسسات من التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية.
وشهدت الحرب التجارية المريرة بين أكبر اقتصادين في العالم تصعيدا حادا يوم الجمعة الماضي، حيث فرض كل من البلدين المزيد من الرسوم على وارداته من الآخر.

وأضرت الحرب التجارية بالنمو العالمي وأثارت مخاوف في الأسواق من أن الاقتصاد العالمي قد يدخل في حالة ركود.

وعلى هامش مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في بياريتس بفرنسا، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ ووصفه بأنه زعيم عظيم، قائلا إن إمكانية إجراء المباحثات تشكل تطورا إيجابيا جدا للعالم.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إنه جرى اتصال بين الجانبين، لكنه امتنع عن تحديد مع من.

هو شي جين، رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" التي تسيطر عليها الدولة، قال في تغريدة "وفقا لمعلوماتي، لم يجر كبار المفاوضين الصينيين والأميركيين محادثات بالهاتف في الأيام الأخيرة. يبقي الطرفان الاتصال عند مستوى فني، وهذا ليس بالأهمية التي أبداها ترامب. لم تغير الصين موقفها. لن ترضخ الصين لضغوط الولايات المتحدة".