ليبيا: هدوء حذر في محاور القتال جنوب طرابلس

05 مايو 2019
قنونو: الساعات المقبلة ستشهد استئناف القتال (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مختلف محاور القتال جنوب العاصمة طرابلس هدوءا حذرا، منذ مساء أمس السبت، بعد أن تمكنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة على منطقة الزطارنة بوادي الربيع جنوب شرق طرابلس، صباح أمس.

وأكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، أن طيران اللواء المتقاعد خليفة حفتر عاود ضرباته الليبية على أحياء طرابلس، مشيرا إلى أن إحدى غاراته أصابت مزرعة مواطن وتسببت في أضرار مادية كبيرة فيها، من دون أن يسجل سقوط ضحايا مدنيين.

وقال قنونو، لـ"العربي الجديد"، إن "محاور القتال شهدت اشتباكات متقطعة في محور معسكر اليرموك ووادي الربيع، مساء أمس، لكن الهدوء الآن يسيطر على الموقف"، مبينا أن الأجزاء التي تسيطر عليها قوات حفتر جنوب طرابلس "أصبحت مساحات قليلة".

وأوضح المتحدث ذاته أن "أقل من نصف قصر بن غشير وأجزاء صغيرة في وادي الربيع تسيطر عليها قوات حفتر، والتي تحاول البقاء فيها ومنع قوات الحكومة من التقدم باتجاه المناطق التي أصبحت خلفهم، وهي سوق الخميس وسوق الأحد"، لكنه أكد أن "الساعات المقبلة ستشهد استئنافا للقتال".

وأفاد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" بأن قوات حفتر فقدت الكثير من خطوط إمدادها، ما اضطرها إلى التراجع بشكل كبير.

ومضى قائلا: "كثيرا ما نشهد عمليات فرار جماعي، كما حدث عند سيطرتنا على منطقة السبيعة، حيث تركوا مستشفى ميدانيا ومحتويات غرفة قيادة العمليات الخاصة بمليشيات أجدابيا التابعة لحفتر".

وكانت قوات الحكومة قد أعلنت، الأربعاء الماضي، إكمال سيطرتها على محاور منطقة السبيعة جنوب شرق العاصمة الاستراتيجية التي تربط طرقاتها بين مثلث مناطق طرابلس وغريان وترهونة، كما تمكنت من التقدم إلى سوق الخميس وسوق الأحد.

وعن خسائر قوات الحكومة، قال قنونو: "نعم لدينا خسائر ونقدم كل يوم شهداء، لكن التقارير تقول إن مستشفيات مدن قريبة تستقبل قتلى وجرحى قوات حفتر تطلب نقلهم بسبب امتلائها"، وذكر أن قوات حفتر أقامت جسرا جويا من مهبط قاعدة الجفرة إلى بنغازي ومصر لإسعاف جرحاها الذين يعدّون بالمئات.

وخلال حروب حفتر في بنغازي لمدة أربع سنين، ودرنة والجنوب، لم تكشف قيادة قوات حفتر عن حجم الخسائر البشرية في صفوفها، بينما تقدّر إحصائيات غير رسمية أنها قاربت العشرة آلاف قتيل، منذ منتصف عام 2014.

إلى ذلك، أعلنت لجنة إدارة شؤون الأزمة في بلدية طرابلس عن حصيلة ضحايا هجوم حفتر على العاصمة بعد مرور شهر، مؤكدة أنها بلغت 208 قتلى، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة أكثر من ألف آخرين.



وقالت اللجنة، في بيان، مساء أمس السبت، إن الحكومة أوفدت نحو 370 جريحا للعلاج في تونس، بينما توجّه 10 آخرون إلى إيطاليا، وثلاثة إلى ألمانيا، وأربعة إلى أوكرانيا.

من جهتها، نشرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، إحصائية أخرى يبدو أنها أكثر تفصيلا، أكدت أن ضحايا القتال من الطرفين، قوات الحكومة وقوات حفتر، منذ بدايته، بلغت 439 قتيلا، بينهم 58 مدنياً، منهم طبيبان و16 امرأة و13 طفلا. أما عن عدد الجرحى فيصل إلى 2237.