وفي تونس المجاورة، قالت السلطات إن المسلحَين اللذين نفذا هجوم المتحف، وقتلا واحدا وعشرين شخصا الأربعاء الماضي، تدربا في ليبيا، ما يثير شبح امتداد الفوضى لتدمير ديمقراطية تونس الوليدة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون في الجلسة الافتتاحية للمحادثات الليبية بالقرب من العاصمة المغربية "هذا جرس إنذار آخر يتعين أن نأخذه في الاعتبار... إنه يضفي مزيدا من الشعور بأهمية المحادثات... ينبغي أن تكون هذه لحظة حاسمة لأن الوقت ينفد".
وتجتمع الوفود الليبية في المغرب بشكل منفصل مع ليون؛ لمناقشة مقترحات تشكيل حكومة وحدة وطنية والترتيبات الأمنية لسحب المليشيات من المدن.
وأعرب ليون عن أمله في أن يتم الاتفاق على هذه المقترحات بحلول بعد غد الأحد، لكي تناقش بعد ذلك عبر مسارات تفاوضية أخرى، لا سيما الاجتماع في وقت ما خلال الأسبوع المقبل مع الجماعات المسلحة.
ورفض الأسبوع الماضي، وفد من مدينة طبرق الشرقية -التي تضم البرلمان المعترف به دوليا- الانضمام إلى المفاوضات.
اقرأ أيضاً: مجلس نواب طبرق يطالب بتأجيل حوار المغرب
وناقش قادة الاتحاد الأوروبي، القلقين من استخدام المهاجرين ليبيا كنقطة انطلاق نحو القارة، اليوم الجمعة، كيفية مساعدة البلد الذي مزقه الصراع في استعادة الاستقرار، إلا أنهم كانوا مترددين في الالتزام بإرسال قوات.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيديريكا موغريني، إن أوروبا "تعتزم السير في كل طرق الدعم الممكنة، حتى في ما يتعلق بخطة الأمن، لتشكيل حكومة وحدة وطنية مستقبلية".
وكانت موغريني قد قالت في وقت سابق إن أوروبا قد تشن عملية عسكرية حدودية، وتساعد في بناء الشرطة الليبية ونظم العدالة.
من جهة أخرى يتردد العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين في إرسال القوات أو الموارد، بينما لا تزال ليبيا غير مستقرة في ظل وجود حكومتين متنافستين بها.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يضع إطاراً قانونياً ضد معرقلي الحوار الليبي
وتعد ليبيا نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين من أفريقيا، هربا من الفقر أو الحرب بحثا عن حياة أفضل في أوروبا، وأثار الصراع مخاوف عميقة من إمكانية عبور المتطرفين إلى أوروبا.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن إحصاءات للاتحاد الأوروبي صادرة، اليوم الجمعة، ارتفاع عدد طلبات اللجوء في 28 دولة عضو في الاتحاد بمقدار 44 في المائة من عام 2013 إلى 2014، لتصل إلى 626 ألف طلب. وواحد من كل خمسة هو من الفارين من الصراع في سورية.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، أمس الخميس، أن أي تدخل محتمل للحلف الأطلسي في ليبيا، يجب أن يكون في إطار قرار يصدره مجلس الأمن الدولي الذي تشغل فيه مدريد مقعدا منذ عام.
وقالت وكالة فرانس برس إن الوزير الإسباني الذي أبدى قلقه إزاء الوضع في ليبيا، التقى بمدريد الأمين العام للحلف الأطلسي "ينس ستولتنبرغ" وبحث معه الأمن الإقليمي.
وكان الحلف الأطلسي أعلن نيته مضاعفة عديد قواته ليصبح 30 ألف جندي، ضمنهم قوة تدخل سريع قوامها نحو خمسة آلاف عسكري ستكون جاهزة في 2016.
وقال الأمين العام للحلف "هذا سيمكننا من أن نكون مستعدين أكثر لمواجهة تهديدات مصدرها الشرق والجنوب"، في إشارة إلى الوضع في أوكرانيا وشمال أفريقيا.