استدعى الهجوم الكبير الذي شنته مليشيات "الحشد الشعبي"، بدعمٍ من الحرس الثوري الإيراني على مدينة القيروان (غرب الموصل)، أمس الجمعة، وصولَ تعزيزات كبيرة من فصائل المليشيات إلى الجهة الغربية للموصل، الأمر الذي أثار المخاوف على مصير تلعفر، والتي تسعى "الحشد" لاقتحامها رغم اعتراض الأهالي.
ووسط قصف كثيف على القرى القريبة من مدينة القيروان، تواصل مليشيا الحشد هجومها على هذا المحور الواسع، وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيا الحشد تستخدم أسلوب القصف الكثيف على القرى والمناطق قبل دخولها، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وتهديم للمنازل".
وأضاف المصدر أنّ "(داعش) هاجم ليل أمس الحشد في بلدة القيروان، وخاض اشتباكات عنيفة قبل أن ينسحب"، مبيناً أنّ "التنظيم عاود الهجوم فجر اليوم من عدّة محاور، وأنّه يخوض اشتباكات مع المليشيات، التي استعانت بالطيران العراقي لتوفير الغطاء الجوي لها".
وأشار إلى أنّ "هجوم الحشد المفاجئ على القيروان استدعى وصول تعزيزات كبيرة من فصائل المليشيات إلى غربي الموصل، لسد الخلل الذي تسبب به تحرّك قوات الحشد نحو القيروان"، مبيناً أنّ هذه التعزيزات انتشرت في المحور الغربي للموصل، الأمر الذي أثار مخاوف وقلقاً من أنّ تحركات الحشد، و"التي قد تكون تخطط لاقتحام تلعفر بعد الانتهاء من القيروان".
وأضاف أنّ "أهالي تلعفر قلقون على مصير بلدتهم، وأنّهم يخشون تنفيذ مليشيات الحشد لهجوم مباغت عليها، كما هاجمت بلدة القيروان"، مؤكداً أنّهم "وجهوا دعوات لقوات الجيش والشرطة بالتحرّك العاجل نحو بلدتهم وحسم موضوعها، قبل انتهاء الحشد من بلدة القيروان".
من جهته، توعد النائب عن ائتلاف المالكي، محمد الصيهود، بـ"هجوم للحشد على تلعفر، رغماً عن أنوف المعترضين".
وقال الصيهود، في بيان صحافي، إنّ "بلدة تلعفر لم ولن تكون مسرحاً للمزايدات والتخندقات السياسية والطائفية، وأنّ الإرادة الوطنية هي التي ستحرر البلدة من سيطرة داعش، وأنّ من يراهن على الإرادات الإقليمية والدولية فسيواجه الفشل".
وتابع أنّ "الأطراف السياسية تحاول تشويه صورة الانتصارات التي يحققها الحشد، وبعد أن عجزت عن خداع الرأي العام أخذت تطالب بإبعاد الحشد عن عمليات التحرير، خوفاً من نهاية داعش في الموصل"، وشدّد أنّ "تحرير تلعفر لن يكون إلّا على أيدي الحشد الشعبي، الذي سيقطع الطريق أمام كل من يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية".
ويشار إلى أنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي كان قد وعد أهالي تلعفر بعدم السماح لمليشيا "الحشد" بالمشاركة بعملية تحرير بلدتهم، لكن الأهالي غير مطمئنين لتلك الوعود، خصوصاً وأنّ "الحشد" لا تخضع لسلطة الحكومة.