عادت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية للحديث عن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إلى البيت الأبيض، مباشرة بعد اعتداءات باريس في الثالث عشر من الشهر الجاري، وقالت إن هولاند حل بواشنطن لإقناع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بخوض ضربات جوية أكثر شراسة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تبنى هجمات باريس.
كما أضاف مقال المجلة أن العديد من المسؤولين، بمن فيهم الأميركيون، كانوا يأملون أن تدفع هجمات باريس أوباما إلى شن ضربات أكثر شراسة ضد مسلحي "داعش"، لكن الرئيس الأميركي خيب ظنونهم.
ولفت المقال إلى أن هولاند كان يأمل الحصول على دعم عسكري أميركي أكبر في الحملة التي أعلن عنها للقضاء على "داعش"، بيد أن الرئيس الأميركي لم يكن في مستوى تطلعات نظيره الفرنسي، واكتفى فقط بعرض تبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية بين أميركا وفرنسا.
كما ورد في المقال أن أوباما ربما يتخوف من تدخل أميركي أكبر بسورية، بعدما أعلن الشهر الماضي أنه سيتم رفع العمليات العسكرية ضد "داعش"، بما في ذلك إرسال 50 جنديا لتدريب المقاتلين الأكراد بعين العرب. "ذي إيكونوميست" لفتت إلى أن إرسال هذه القوة الأميركية ربما يشكل رد فعل على دخول روسيا على الخط في سبتمبر/ أيلول الماضي لدعم نظام بشار الأسد، أو قد يكون بسبب تزايد الانتقادات الداخلية للسياسة الحذرة جدا التي يتبعها بشأن سورية.
من جهة أخرى، أوضح المقال أنه في العام 2013 حينما استخذم بشار الأسد السلاح الكيماوي ضد المدنيين بسورية، اكتفى أوباما بتوجيه تحذير له فقط. وحينما طلب من الرئيس الأميركي، يضيف المقال، إقامة منطقة حظر طيران بسورية لوقف عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري بحق المدنيين، سمح فقط بالشروع في برنامج تدريب المعارضة السورية.
وعلى المنوال نفسه، يستطرد التقرير، اكتفى أوباما بالضربات الجوية بدل إرسال وحدات برية، حينما ظهر تنظيم "داعش" واستولى على أراض واسعة في العراق وسورية.
إلى ذلك، ذكر مقال "ذي إيكونوميست" أن التدخل الروسي بسورية يشكل السبب الرئيسي وراء الانتقادات التي يتلقاها الرئيس الأميركي بخصوص محدودية تدخل بلاده بسورية، موضحا أن عددا كبيرا من الأميركيين يعتقدون أن غياب أميركا عن الساحة السورية، فسح المجال أمام روسيا لملء الفراغ.
اقرأ أيضا: 50 جندياً أميركياً يصلون عين العرب لتدريب المقاتلين الأكراد